الاثنين، 25 يوليو 2011

NNA - Official website

رياضة - مهرجان بلديات جبل عامل الرياضي واصل فعالياته
Mon 25/07/2011 17:12




وطنية - 25/7/2011 تواصلت فعاليات المهرجان الرياضي لاتحاد بلديات جبل عامل للاسبوع الثالث على التوالي، حيث جرت منافسات لعبة التيرو في حقل رماية بلدية القنطرة بمشاركة اكثر من 55 راميا من قرى وبلدات الاتحاد، وجمهور كبير تقدمه رئيس اتحاد بلديات جبل عامل علي الزين ورئيس بلدية القنطرة عبد الحميد الغازي.

وفي ساحة رب ثلاثين، أقيمت فعاليات اليوم الرياضي الترفيهي، وتنافست فيه فرق تمثل بلدات الاتحاد في ألعاب فردية وجماعية. وتميز المهرجان بمشاركة فعالة من فرقة التراث الشعبي - رميش التي قدمت مزيجا من العاب القوة البدنية، اضافة الى الالعاب التراثية.
© NNA 2011 All rights reserved

السبت، 23 يوليو 2011

Elnashra - حبا بحزب الله

حبا بحزب الله

السبت 23 تموز 2011، د. أحمد عياش - طبيب نفسي وباحث اجتماعي

بين سندان التهديدات الاسرائيلية الثابتة والدائمة ومطرقة المحكمة الدولية المتغيرة والمرحلية، بين نوايا قوى 14 آذار والمؤامرات العربية الخفية ضدّ ايران وسوريا والمقاومة، يصمد حزب الله كقوة سياسية وجماهيرية منكفئا احيانا ومتصدياَ ومدافعاّ احيانا اخرى.
ولأنّنا نجد في المقاومة اللبنانية الباسلة املاَ للقوى الطامحة بتحرير فلسطين ولو بعد حين نسمح لانفسنا بتوجيه بعض الملاحظات ذي البعد النقدي الايجابي وذلك لما نعتقده لصالح وجود الحزب وحلفائه المقاومين.
وحباَ بحزب الله نكتب:
ربَما من الافضل لحزب الله العودة الى العمل السرّي لحماية كوادره المناضلين من كلّ الفئات لانّ وجود العملاء بكثرة نذير شؤم للمستقبل الغامض الحافل بالاحتلالات والتدخلات الاجنبية كي لايتكرّر اي مشهد اعتقالات من ذاكرتنا.
من الافضل لحزب الله عدم الدفع برجال الدين الشيعة الى الواجهة السياسية والاعلام المباشر او على الاقلّ التقليل من هذه الاطلالات إذ ان الكلام السياسي لا يولّد غير الكيدية الطائفية ولو كان محتوى الكلام ذي منطق علمي.
من الافضل لحزب الله تخصيص ساعتين او اكثر يومياَ من البثّ المباشر في محطة المنار لحلفائه من الطائفة الاسلامية السنية كالجماعة الاسلامية وجمعية المشاريع الخيرية وحركة التوحيد لنشر ارائهم بحرّية ولاضفاء روح التعاضد الاسلامي في الوطن والامّة لما لذلك من اثر وحدوي لردع الفتنة.
من الافضل لحزب الله دعم الاحزاب العلمانية والقومية المؤمنة بالنضال ضدّ اسرائيل لتكون طوق او حزام امان لحركة المقاومة الاجتماعية والسياسية والعسكرية وسط الشعب اللبناني لابعاد سيل السهام الطائفية التي تستهدف قلب المقاومة وليس الحزب وذلك لما لهذه الاحزاب من هامش مناورة وتقبّل للعقل الآخر.
من الافضل لحزب الله العودة للعبة الديمقراطية لانتاج كوادره ليكون مثالاَ يحتذى للآخرين ولابعاد تهمة الشمولية والاحادية عن الحركات الاسلامية.
من الافضل لحزب الله وقف الدعم المالي عن الافراد والمؤسسات والهيئات كتجربة مرحلية لتنظيف صفوفه من الانتهازيين والطفيليين والمراوغين والمتلونين حسب الايام ولمكافحة حالة التضخم الغير طبيعي كي لانقول المرضي.
من الافضل لحزب الله عدم خوض الانتخابات البلدية بعناصره المعروفين في القرى والمدن بل دعم الوطنيين والمستقلين من العائلات في المشاركة المباشرة كي لا يحسب الفشل البلدي على تاريخ الحزب الذي له دور اهمّ.
من الافضل لحزب الله ان لايعيد النواب والوزراء الى مناصبهم كي لايشعر اللبناني باقطاعية بعض العائلات واحتكارها للمسؤولية دون تقديم التبرير الاداري للجماهير وإلاّ فما الفارق بين هذا وذاك.
من الافضل عدم استخدام التكليف الشرعي في الانتخابات بل ترك الامور لاراء الناس وإلاّ كيف ستعلم القيادة مدى شعبية مواقفها ومدى قوتها على الارض لتستفيد ولتغيّر كي تغني تجربتها ولتتطوّر حركتها.
واخيرا والحمد لله انّ الحزب ما يزال يفصل بين المقاومة الاسلامية وهيكلية الحزب ويحافظ على سريّتها المطلقة وهذا باب الفرج والامل وهذا يغفر لهفوات الحزب البسيطة .


الأربعاء، 20 يوليو 2011

شلقم لـ "الحياة": الصدر اصطدم بمعمر فقتله أحد الضباط (1)

عبد الرحمن شلقم

"الحياة": روما - غسان شربل

في طريق العودة إلى الفندق بعد منتصف الليل كانت روما تغالب النعاس. لم يلامسني سحر المدينة النائمة على نهر من التاريخ. شعرت بأنني أصطحب معي حشداً من جثث «الكلاب الضالة» والمتفجرات والارتكابات. تذكرت الأحاسيس المشابهة التي غمرتني قبل ثمانية أعوام يوم كنت أحاور من عملوا مع صدام حسين في الحزب ومن عملوا في ظله في عهده الراعب. هذا فظيع. يقتل المستبد بلاده مرتين. الأولى حين يستبيح البلاد والعباد ويسبح في الدم. والثانية حين يحاول اغتيال البلاد والعباد رداً على محاولة اقتلاع نظامه.
في 25 شباط (فبراير) الماضي التفت العالم إلى عبدالرحمن شلقم مندوب ليبيا الدائم لدى الأمم المتحدة. أمام أعضاء مجلس الأمن وعلى الشاشات غسل الرجل يديه من نظام معمر القذافي الذي هاله انتقال الربيع العربي إلى الجماهيرية فسارع إلى قتل المحتجين. قبل أن يوجه هذه الضربة إلى النظام كان شلقم، الذي تولى حقيبة الخارجية في بداية القرن الحالي وعلى مدى تسعة أعوام، قد شارك في عملية تأهيل النظام وإعادته إلى الأسرة الدولية حين بلور صيغة لتعويض ضحايا لوكربي وطي ملف أسلحة الدمار الشامل.
يعرف شلقم القصة من بداياتها. في 1974 كانت مهمته أن يحمل إلى القائد كل صباح ملخصات الصحف واقتراحات الرد عليها ورافقه مرات عدة في أسفاره في الداخل والخارج. عمل في صحف ليبية وفي وكالة الجماهيرية وتولى في 1982 - 1983 حقيبة الإعلام.
في روما كان الموعد مع شلقم. قال إنه لا يريد أي دور في ليبيا الجديدة وإن مطلبه الوحيد الباقي أن ينام في قبر في ليبيا حرة. فتح لـ «الحياة» خزائن عهد القذافي الطويل وكشف محطات سياسية وأمنية.
وهنا نص الحلقة الأولى:
> متى عملت مع معمر القذافي للمرة الاولى مباشرة؟
- عام 1974 وكنت تخرجت قبل سنة في قسم الصحافة في جامعة القاهرة. عملت في البداية في قسم التحقيقات في صحيفة «الفجر الجديد» وهي الصحيفة الاولى في ليبيا آنذاك. ثم اممت الصحافة فعملت سكرتيراً للتحرير في صحيفة «البلاغ» اليومية. بعدها عملت لأشهر في مطبوعة شهرية اسمها «الوحدة العربية»، وكانت اسماً على مسمى كما يقال، ثم انتدبت للعمل مسؤولاً عن القسم الاعلامي في مجلس قيادة الثورة. بهذه الصفة كنت اول من يدخل الى مكتب معمر ومعي ملخصات لأبرز الأنباء المحلية والدولية واقتراحات بالردود او التعليقات. وكان أحياناً يدخل الى مكتبي المتواضع في ثكنة باب العزيزية قرب منزله الذي قصفته الطائرات الاميركية في 1986. وفي 1975 عينت رئيساً لتحرير «الفجر الجديد».

قدافي
> كيف تصف شخصية القذافي في تلك المرحلة؟
- كان شخصاً بسيطاً جداً. وكنت ارافقه احياناً في رحلاته الى البر والمناطق. كان موكبه عبارة عن ثلاث سيارات لاندروفر وعدد الحراس محدود. كان بسيطاً في مأكله ولباسه وتعامله. ذات يوم دخل مكتبي وكنت استمع الى اوبرا «عايدة» لفيردي. فوجئت به يصل وكان يرتدي لباساً رياضياً. أغلقت آلة التسجيل فطالب بإعادة تشغيلها. وضع يديه خلف رأسه ونظر الى السقف وأغمض عينيه وراح يستمع. فرحت انا المولع بالموسيقى. وفكرت في نفسي ان هذا الرجل البسيط المتواضع يمكن ان يجعل من ليبيا معزوفة وسمفونية. كان نحيفاً ومباشراً ومتواضعاً ولا يحب البهرجة والمواكب. ثم خرج ولم يقل لي شيئاً.
ذات مرة ذهب الى وادي زمزم في الصحراء في وسط ليبيا. التحقت به مع سائق لأطلعه على بعض المسائل الإعلامية. وجدناه في احد الوديان وكان الوقت بعد العشاء. احضروا لي عشاء بسيطاً، فأصر على ان يقوم شخصياً بسكب الماء على يدي. حاولت ان اعتذر، فردّ بصوت مرتفع: انت ضيفي وأنا اسكب الماء لتغسل يديك. لم تكن السلطة قد افسدته بعد. ولك ان تتخيل ما يمكن ان تفعله السلطة في غياب المؤسسات. كنا احياناً نعقد جلسات ادبية.
> كيف مثلاً؟
- كنا في الصحراء وكان الرئيس الحبيب بورقيبة يخطب. كان الرئيس التونسي يذكر بأحداث وقعت في الثلاثينات او الاربعينات وراح القذافي يضحك. قلت له: انظر الى الفرق بينكما، هو ينتمي الى الماضي وأنت تنتمي الى المستقبل. هو يتحدث عن ذكرياته وأنت تقول سنبني مدارس وسنشق طرقات وسننشئ مصانع.
كنا نتحدث ايضاً عن الشعر الشعبي والحكم الشعبية او الشعر العربي وأنا كنت احفظ قصائد للمتنبي وغيره. القذافي يحب الشعر العامودي وبالتحديد شعر الحماسة والبطولة مثل معلقة عمرو بن كلثوم وقوله: «ملأنا البر حتى ضاق عنا / وظهر البحر نملأه سفينا». وقوله: «اذا بلغ الفطام لنا صبي/ تخرّ له الجبابر ساجدينا».
> هل كان يحب المتنبي؟
- كان يحب الشعر العباسي عموماً. كان يحب ايضاً أبا تمام والبحتري. القذافي لا يحفظ الشعر لكنه يستمع. انه بالمناسبة مستمع جيد يمكن ان تتحدث امامه لما يزيد عن الساعة من دون ان يقاطعك. وهو يحاول ان يكتب ولعله يحب ان يكون كاتباّ.
قبل نحو ثمانية اعوام طرحت فكرة برشلونة في شأن التعاون في المتوسط. عارض القذافي بشدة وكنت انا شديد الحماسة للفكرة. استدعاني ذات يوم باكراً وليس من عادته ان يصحو باكراً. كان معي سفيرنا في بروكسيل حامد الحضيري. سألني: لماذا تتمسك بأن نكون مراقبين في عملية برشلونة؟ أجبت: اذا لم ندخل قد تقفل الأبواب في وجهنا لاحقاً، اما اذا دخلنا كمراقبين فنستطيع ان نخرج لاحقاً اذا رأينا مصلحتنا في الخروج. واستشهدت بما قاله محمد مهدي الجواهري في رثاء الرئيس جمال عبدالناصر:
«أسفي عليك فلا الفقير كفيته فقراً ولا زدت الغني غناء
قد كان حولك ألف جار يبتغي هدماً ووحدك من يريد بناء».
ويقول الجواهري أيضاً:
«ينقض عجلانا فيفلت صيده ويصيده لو احسن الإبطاء».
اعجبه البيت الأخير فطلب مني ان أعيده ثم قام بكتابته.
حتى عندما عملت في «الفجر الجديد» كان يصر على ان ارافقه في بعض رحلاته. كان لـ «الفجر الجديد» ملحق اسمه «الاسبوع الثقافي» وكان يرأسه الكاتب الروائي الكبير احمد ابراهيم الفقيه. ثم انشأت «الاسبوع السياسي». كان القذافي يحب ايضاً طرائف الخلفاء وأخبار الظرفاء.
يغار من سيف الدولة
> بمن كان معجباً في تلك الفترة؟
- اقول بأمانة ان معمر القذافي لا يمكن ان يعجب بأحد. اذا قلت أمامه قصيدة للمتنبي، عليك ان تتفادى المقطع المتعلق بسيف الدولة. يغار من سيف الدولة كأنه يعتقد انه لم يكن يحترم مبارك عندما كان نائباً للرئيس.يتقبل الأبيات العامة التي لا تتناول شخصاً بعينه. مثلاً يعجبه: «لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى/ حتى يراق على جوانبه الدم». لكن ان يشبّه المتنبي سيف الدولة بالبدر وأنه يلتهم الجيوش، فهذا لا يريحه.
> تقصد انه لم يكن معجباً كثيراً بعبدالناصر؟
- لو استمر عبدالناصر حياً الى 1972 لكان اكبر عدو لمعمر القذافي.
> لماذا؟ ألا يتسع العالم إلا للاعب وحيد؟
- أنا تحليلي في ضوء خبرتي الطويلة معه ان السبب هو الوسط الذي جاء منه. جاء معمر من صحراء سرت فقيراً ضعيفاً جائعاً محتاجاً. طفولته صعبة. كان والده راعياً فقيراً في واد. وكان معمر يأتي للدراسة في سرت. يسير يومياً نحو عشرة كيلومترات. لم يكن لديه إخوة ذكور. له شقيقتان. أحياناً كان يجد سيارة تعيده الى بيته وحين لا يجد كان ينام في المسجد. ثم انتقل الى سبها حيث تسيطر أسرة سيف النصر وهي في موقع الزعامة في قبيلة اولاد سليمان. والقذاذفة من أتباع عائلة سيف النصر. جاءت مجموعة كبيرة من سرت وأُسكنت في القسم الداخلي. وذات يوم تسبب القذافي ببعض المشاكل فأقدم احد افراد عائلة سيف النصر وهو «الباي» محمد سيف النصر على ضربه ضرباً مبرحاً. هكذا ولدت لديه عقدة الاستضعاف والاضطهاد. سمع بشخصية عبد الناصر فأعاد انتاجها وتمثيلها أمام الطلاب وكأنه يحتمي بتلك الشخصية. احتمى الشاب الجائع المضطهد الخائف بشخصية عبدالناصر وكأنه وجد فيها طوق نجاة. لهذا كانت له مع عبدالناصر علاقة حب وتحسس في آن. بعد وصوله الى السلطة بدأ الوضع يختلف. كان عبدالناصر مهزوماً ولا يملك مالاً. في المقابل، القذافي لا علاقة له بالهزيمة ونجح في تغيير الوضع في ليبيا وهو يملك مالاً. ثم ان عبدالناصر كان مضطراً ان يطلب مالاً من القذافي. اعتبر معمر انه هزم الملكية وطرد القواعد البريطانية والاميركية وطرد الإيطاليين. هنا جاء بعض الكتّاب والصحافيين المشارقة وبدأوا إقناعه بطرق مختلفة انه اهم من عبدالناصر. انهم اقلام تشبه الشقق المفروشة ويستأجرها الحاكم الذي يملك مالاً. استمرأ معمر اللعبة وفيض المدائح. ثم جاء كثيرون من مشارق الارض ومغاربها ليقولوا له: «انت غيفارا مضروباً بمئة مرة». طبعاً كان مجرد التشبيه بغيفارا يعتبر مديحاً، فكيف اذا كان الممدوح يوصف بأنه اهم منه بمئة مرة.
لو عدت بالذاكرة لعرفت الفارق. عشية الثورة في اول ايلول (سبتمبر) 1969 كان القذافي مجرد ملازم أول مجهول. فجأة وبين عشية وضحاها صار مالئ الدنيا وشاغل الناس.
> هل تقصد انه كان القائد الفعلي للثورة؟
- طبعاً. هو من فكر فيها وخطط لها وقاد تنفيذها بعد سنوات من التآمر والبحث عن فرصة. شخصيته غريبة. حين كان طالباً كان شبه قديس. يواظب باستمرار على الصلاة والصيام. استقامته وورعه كانا مصدر إحراج لرفاقه الذين لا يتمتعون بالقدر نفسه من التمسك بهذا السلوك. كانوا لا يلعبون الورق في حضوره. ويطفئون السجائر اذا وصل. والأمر نفسه كان في الكلية الحربية. كان متديناً وثمة من سمّاه الفقيه.
> هل هو قارئ؟
- نعم. يحب قراءة كتب التاريخ. اخبرني زملاؤه انه قرأ وهو في الثانوية كتاب «الأمير» لميكيافيللي، كما قرأ كتابات ميشال عفلق مؤسس حزب البعث وكتب جمال عبدالناصر وقسطنطين زريق.
كان يتكبر على السادات
> هل كان يكره الرئيس المصري الراحل أنور السادات؟
- كان يعتبر انه أحق منه بحكم مصر. تعرف ان عبد ناصر قال للقذافي: انت أمين على القومية العربية. ثم كانت هناك روايات عن ان السادات تلكأ ليلة حدوث الثورة وذهب الى السينما وأشياء من هذا القبيل. وأن السادات لا يملك مؤهلات القيادة. يضاف الى كل ذلك موضوع المال. لهذا السبب كان القذافي يتكبر على السادات. وكان يغدق عليه الوعود ثم يربط ذلك بشروط من نوع قطع العلاقات مع السعودية او مهاجمة الملك حسين او الدخول في وحدة مع ليبيا. كان السادات يتضايق من اسلوب معمر. بدأت بينهما علاقة حب وكره، وراح منسوب الكراهية يرتفع الى ان حصل الصدام العسكري على الحدود في 1977.
> وعلاقته بالرئيس حسني مبارك؟
- كان معمر يعرف حسني مبارك يوم كان الأخير نائباً لرئيس الجمهورية ولم يكن يحترمه. كان يعامله بفوقية. في السنوات العشر الاخيرة قام بينهما نوع من التحالف وكان يقدم لمبارك دعماً غير محدود.
> لماذا؟
- مجموعة اعتبارات. خذ مثلاً. معمر اقر راتباً شهرياً للرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي. وكان يقدم مساعدات لمبارك واشترى له طائرة وكان يدعمه بكل الطرق.
راتب شهري لبن علي
> لكن لماذا الراتب الشهري لبن علي؟
- لأنه أمّن له الحدود الغربية التي استخدمتها المعارضة الليبية ايام الرئيس الحبيب بورقيبة وحاولت مهاجمة باب العزيزية لإطاحة معمر. حصل تنسيق امني مطلق بين البلدين. ذات يوم اخفى مدير الامن في تونس القنزوعي بعض المعلومات عن الامن الليبي فشكا الاخير. ذهبنا انا وموسى كوسى، فكان رد بن علي: «مدير الامن عندي ولا يتعاون جيداً مع ليبيا» واتخذ بحقه إجراء فورياً. الامر نفسه كان بين ليبيا ومصر وحصل تكامل أمني. معمر كان شديد الاهتمام بالجانب الامني، خصوصاً ما يتعلق بالتنظيمات الاسلامية التي كانت فزاعة للأنظمة الثلاثة.
> تقصد وجود تعاون وثيق بين اجهزة الامن في ليبيا ومصر؟
- طبعاً. عمر سليمان مدير الاستخبارات المصرية كان يعتبر مندوب ليبيا في مصر. وكان يتولى شخصياً العلاقة بين البلدين وليست وزارة الخارجية المصرية.
> هل دفع وزير الخارجية الليبي السابق منصور الكيخيا ثمن هذا التعاون؟
- كان ابراهيم البشاري، رحمه الله، سفير ليبيا في مصر ومندوبها لدى الجامعة العربية. وكان منصور الكيخيا رجلاً مسالماً وطيباً الى حدود السذاجة وكان صديقي. الكيخيا رجل مثقف وليبرالي وصريح وقومي. راح يتردد على مصر من دون حراسة ومن دون ان ينتبه الى عمق العلاقة بين اجهزة البلدين. وكان العميد محمد المصراتي مديراً للمباحث الليبية، اي الأمن الداخلي. كان لدى ابراهيم البشاري منزل على النيل قرب منزل انور السادات وعلى مقربة من الشيراتون. اتصلوا بمنصور وقالوا له نريد ان نحكي معك. وافق المسكين وذهب. قُبض عليه هناك وسُلّم الى الأمن المصري الذي نقله سراً الى طبرق حيث كان في انتظاره عبدالله السنوسي عديل القذافي. أصعدوه الى طائرة ونقلوه الى سجن عبدالناصر وجعفر نميري والقذافي في عرض عسكري.jpg ابوسليم الذي شهد مجزرة في 1996 قتل فيها 1286 شخصاً. هناك من قال ان الكيخيا قتل في المذبحة التي شهدها السجن، في حين قال آخرون انه مات بفعل المرض ونتيجة معاناته من السكري والقلب والضغط.
> هذا يعني انه لم يقتل في بيت البشاري في القاهرة؟
- لا. أُحضر الى ليبيا وشوهد في سجن ابوسليم حيث أُخضع لتحقيقات طويلة. الامن المصري سلم ايضاً سياسياً ليبياً اسمه جاب الله مطر. القذافي كان يدفع مبلغاً من المال مقابل كل معارض يسلّم اليه. وهذا يصدق ايضاً على عمر المحيشي العضو السابق في مجلس قيادة الثورة.
> استهدفت الاغتيالات اشخاصاً آخرين؟
- نعم تمت تصفية معارضين في الخارج مثل المحامي محمود نافع في لندن، ومحمد ابوزيد ومحمد مصطفى رمضان في لندن ايضاً وعزالدين الحضيري في ايطاليا ورجل من آل العارف وقتل اشخاص في المانيا. كانوا يطلقون على هؤلاء تسمية «الكلاب الضالة». وقتل كثيرون في الداخل، بينهم عامر الدغيص قائد حزب البعث في ليبيا.
عمليات القتل
> من كان مسؤولاً عن عمليات القتل؟
- «اللجان الثورية» وجهاز الامن الداخلي وجهاز الامن الخارجي.
> هل كان يستخدم مجموعات غير ليبية في التنفيذ؟
- لا شك في ان الاجهزة الليبية استخدمت صبري البنا (ابو نضال) زعيم «فتح-المجلس الثوري» وكارلوس ومجموعات اخرى. سمعت في تلك المرحلة رواية تقول ان مجموعة فلسطينية استُخدمت في اغتيال صاحب مجلة «الحوادث» سليم اللوزي بعدما وضع غلافاً في المجلة بعنوان «العقدة والعقيد» وأنه طلب من المنفذين غمس يد اللوزي بالأسيد قبل قتله ليكون عبرة لمن يهاجم القذافي.
موسى الصدر
> ماذا عرفت عن قصة اختفاء الإمام موسى الصدر رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى ورفيقيه في 1978؟
- هنا سأقول روايتين: واحدة قبل الانتفاضة الليبية الحالية والثانية بعد اندلاعها. في 1987 كنت سفيراً في روما. كان هناك صحافي في صحيفة «لاريبوبليكا» اسمه مجدي علام، انتقل الآن الى صحيفة اخرى واعتنق المسيحية وسمّى نفسه كريستيانو علام. طلب علام ان يعرف شيئاً عن قصة الإمام الصدر. وكان هناك الحاج يونس بلقاسم، رحمه الله، وهو كان مديراً للاستخبارات الليبية حين زار الصدر ليبيا. ثم عيّن بلقاسم في المانيا وهو كان عقيداً في الشرطة في العهد الملكي، ويقال انه جنّد من جانب الالمان في الحرب العالمية الثانية وتعاون معهم. وحتى اثناء عمله في الاستخبارات الليبية كانت له علاقة بالالمان وطُلب منه ان يكون منسق العلاقات الامنية معهم. جاء بلقاسم الى ايطاليا وكان معي ابراهيم البشاري وزير الخارجية ومدير الاستخبارات. قلت لبلقاسم: اخبرني عن قصة الصدر، فقال: أشك في ان يكون ابو نضال قد قتله، مشيراً الى ان عشرات الجثث عثر عليها تحت ارض الفيلا التي كان ابو نضال يقيم فيها. سألته: لماذا يقتل ابو نضال شخصية متعاونة مع المقاومة؟ فأجابني: ابو نضال شخص مجنون.
خلال الجلسة ألمح بلقاسم الى رواية اخرى مفادها ان الصدر حصل على مساعدة من ليبيا تزيد على مليوني دولار سلّمت اليه خلال الزيارة وأن طرفاً في ليبيا باعه وأبلغ المافيا في ايطاليا بأنه يحمل مبلغاً كبيراً فخطفته وقتلته واستولت على المال. طبعاً ايطاليا كانت مضطربة في تلك الفترة. وقال بلقاسم تلك الرواية لعلام.
بعد الانتفاضة الليبية استمعت الى رواية اخرى تقول ان الإمام الصدر قتل في ليبيا لأنه اصطدم بالقذافي خلال استقبال الاخير له وقال له: انت لا تفهم في الاسلام. لا اريد ان اقول من اورد لي هذه الرواية، لكنني سمعت انه قتل على يد احد الضباط المقربين من القذافي ودفن سراً في طرابلس. وثمة من قال ان الضابط لاحظ انزعاج القذافي من ضيفه فلجأ الى تصفية الضيف لأنه تجرأ على القائد. طبعاً كانت محكمة ايطالية تحدثت عن ان الصدر دخل ايطاليا وبجواز سفره، لكن الشخص الذي مثّل دور الصدر لم يكن شبيهاً فعلياً له. وتم لاحقاً تداول اسم الليبي الذي لعب هذا الدور وملامحه ليست قريبة جداً من ملامح الصدر. يونس بلقاسم مات في الإقامة الجبرية واتهم بالخيانة، لكن هذه الاشياء قد تظهر بعد سقوط النظام.
> ما هي الأسباب التي تدعو القذافي الى اتخاذ قرار بقتل شخص ما؟
- متابعة سلوكه تقود الى استنتاج طريقة تصرفه. انه يأمر بقتل من يتآمر عليه ويحاول ان يسقطه ولو كان من اقرب الناس اليه كما حصل مع العقيد حسن اشكال.
> ما هي قصة اشكال؟
- هذا ابن عمه وكان من فريق القتلة، لكن قيل انه كانت له اتصالات مع الامن الفرنسي وأن هذه الاتصالات قد ضبطت. طلب القذافي من احد اقاربه ان يقتل اشكال، وهذا ما حصل. القذافي لا يتهاون ابداً مع من يقترب من الكرسي. الثاني في لائحة القتل هو من يتطاول على شخصه. لا يقبل أن تشوّه صورته او سمعته. اذا ارتكب ليبي شيئاً من هذا النوع، فإن القذافي مستعد لدفع ثروة من اجل تصفيته. الثالث في لائحة القتل هو من يتطاول على عائلته. الاتهامات الثلاثة لا يمحوها إلا الدم. حين يسقط النظام سنعرف بالـتأكيد مصير مئات من الليبيين يحيط الغموض بظروف اختفائهم او مقتلهم. وهناك اغتيالات حصلت في الخارج ولم يسلط عليها الضوء.
هناك مرحلة تمتد من 1975 الى بداية التسعينات كان معمر القذافي فيها عنيفاً جداً في تعامله مع الداخل والخارج. ألقى في مطلع الثمانينات خطبة اطلق فيها عملية تصفية من سمّوا بـ «الكلاب الضالة». قال في الخطاب: «سنقتلهم. وسنسبي نساءهم. ونيتّم اطفالهم. ونرمّل زوجاتهم». ألقى الخطاب أمام مئات الآلاف وكان مرعباً.
> هل تعتقد انه كان وراء التصفيات التي نفذها ابو نضال في حق مندوبين لمنظمة التحرير الفلسطينية في بعض العواصم؟
- انا لا اريد ان ألقي كل شيء على القذافي، لأننا نقف اليوم في الصف المعارض له. كان يموّل ابو نضال وهذا ليس سراً. وكان يستخدمه وهذا معروف. اما استهداف هذا الاسم الفلسطيني او ذاك، فقد تكون فيه حسابات فلسطينية داخلية او حسابات اخرى. اهتمام القذافي يتركز على سلامة نظامه ومخططاته. القتل ليس عملية مجانية. احياناً تتداخل حسابات الجهات والأجهزة.
* غداً حلقة ثانية

شلقم لـ "الحياة": الصدر اصطدم بمعمر فقتله أحد الضباط (1)

الاثنين، 18 يوليو 2011

يوم كانت النجف قِبلة حوزات قم - janoubia.com


يوم كانت النجف قِبلة حوزات قم

الكاتب: حسين شرف الدين
التّصنيف: عامليات
التاريخ: Friday, July 15
تأثير وتأثر بين جبل عامل والنجف. بدأ في العام 580هـ واستمر إلى الآن. من مجلس العزاء، واللطميّة إلى الندوات الشعرية وجلسات الشاي، إلى روح التجدد في النجف وإصدار المجلات ومناهج التعليم، على أيدي العامليين، محطات يرصدها هذا التحقيق الثقافي في عامليات.
تعود – كما هو مشهور – بداية المدارس الحوزوية إلى تاريخ مدرسة جزين غير أن هذا الاعتقاد تبدّد بعد معلومة تفيد بأن الشيخ حسين بن إسماعيل العودي الجزيني، المتوفَى سنة 580هـ رحل إلى الحلة ودرس على ابن إدريس – سبط الشيخ الطوسي – في أول عهد مدرسة الحلة، وأن بعض العامليين درسوا فيها قبل الشهيد الأول، منهم: صالح بن مشرف والشيخ ابن وسام العيناتي ومنهم ابن الحجة والد الشهيد الأول وعلى هذه المعلومة يمكن أن نعيد الصلة العلمية إلى أوائل القرن السادس الهجري.

عادات نجفية
وكيفما كان الأمر، فإن ثقافة جبل عامل في نمط التفكير وأساليب التعبير وفي العادات والتقاليد وبعض وسائل العيش هي نجفية. فقراءتنا القرآنية مأخوذة من القراءة البغدادية، حسب التقسيمات التي يذكرها أصحاب هذا الفن، وفي السنوات الأخيرة ومنذ الانقطاع ما بين جبل عامل والعراق، بدأت القراءة المصرية تأخذ مكانها، ليس في جبل عامل ولبنان فحسب بل كانت هذه السنوات عهد تراجع للمقام العراقي خارج العراق. ويبدو أن دروس التلاوة في بعض الفضائيات سيحافظ على إعادة دور هذه الطريقة لرسوخها من ناحية، ولغناها بالتفريع من ناحية أخرى.
تلاوة الشعر في المراثي الحسينية وما شاكل، تستتبع القراءة القرآنية، فهي أيضاً تردد على النمط النجفي، وهذا أمر طبيعي، لأن أسلوب الخطابة في المنبر الحسيني عالة على الأسلوب النجفي، مع عدم خبرة القراء العامليين بمواطن المدِّ نهاية البيت الشعري وحركاته، وخارج تلاوة الشعر، فترتيب الخطبة يتخذ النهج النجفي نفسه.

اللطمية إيرانية
أما الحركات المرافقة للعزاء من لطم، أو مواكب وضرب الزناجيل، فاللطم هو القائم منها في جبل عامل عند النساء بالذات، والزناجيل والتطبير، أدخلهما إلى النبطية الميرزا إبراهيم – وهو إيراني – وتابعها الشيخ عبد الحسين صادق مع تمثيلية الشبيه، ومارس الجباعيون الشبيه لغرض سياحي، وكانت تحولت للغرض نفسه في النبطية، ولكن الاحتلال الصهيوني أعاد إليها معايير إقامتها الأولى. والآن تقام تمثيليات في بعض القرى متخذة شكلاً لإخراج الذكرى الحسينية إلى حالة تتناسب مع الزمن القائم لكنه لا يخرجها من أن جذورها هي "الشبيه" الذي نشاهده بحواضر الشيعة في العراق عشية التاسع من عاشوراء.

الحوزات القميّة تتقدمنا
جذور المعرفة نقلت إلى جبل عامل، عن طريق الخريجين من حوزات النجف والحلة، وما هو معروف منها كان في القرن السادس كما تقدَّم، ومنذ ذلك العهد حتى الآن لا تزال النجف هي الأساس، ويشاركها الآن خريجو الحوزات القميّة، منذ أن سُدَّت الآفاق العراقية. كما أن التقليد، يُرجع فيه إلى النجف، وإلى من تخرج من النجف، بمن فيهم بعض من يُرجع إليهم في إيران. أن جذور الثقافة العلمية الإيرانية نجفية، لأن العامليين الذين تولوا شؤون القضاء ونشر المذهب في بدايات العهد الصفوي، هم خريجوا النجف.

الطبع غالب
في المثل الشعبي أن: من عاشر القوم أربعين يوماً أصبح منهم، ويعني أنه تطبع بطباعهم وتأثر بثقافتهم، وعليه فعشرة قرون كافية لتشكيل الذهن تشكيلاً ثقافياً ينال مختلف جوانب الحياة العاملية، وبالخصوص إذا استعرضنا جغرافية الحوزات الأساسية في جبل عامل، وهي بحدود العشرين المعروفة منذ الشهيد الأول محمد بن مكي الجزيني حتى عصرنا وهي موزعة على مساحة جبل عامل وتتخطاه إلى بعلبك وكرك نوح، والطلبة من أقاصي الحدود الجنوبية إلى بعلبك وكرك، ينهلون العلم من كامل منابع هذه المساحة، فابن "ميس" مثلاً، وهي في الحدود الشرقية لجنوب جبل عامل، يقصد كرك لينهل منها. وعندما يبلغ المميز من هذه الحوزات درجة لائقة يقصد النجف لمعينها الثر، ويعود إلى قريته ليقيم حوزة، ولنا أن نقول بأن التشكيل الذهني العام والسلوكيات هي نجفية وهذا ما نلحظه خارج دراسة العلوم الإسلامية بنماذج من الأنشطة نعرض لبعضها فيما يلي:
الندوات الشعرية
كان رفاق الدراسة في النجف يقضون أوقاتهم خارج الدرس وما يرتبط به من تدريس ومذاكرة ونقاش علمي، يقضونه بجلسات أو سمر يتداولون شؤون الأدب شعراً ونثراً، تلاوة أو رواية، ومواضيع أخرى. وكانت أغراض الشعر تدور حول وجدانيات وإخوانيات ومديح ورثاء وتهنئة بزفاف أو مولود، والمناسبات الداعية لواحدة من هذه الأغراض كثيرة، وبالخصوص المناسبات الدينية التي أخذت أكبر مساحة من شعر طلبة النجف، وكان العامليون مساهمين رئيسين.
وأحياناً يصدر ما يستدعي الانحياز لجانب أو لشخص أو لموضوع، فتفتح أبواب التعبير عن الميل والرد عليه، وتنعقد جلسات للتعبير والرد، والرد على الرد وقد تطول.
ومن أهم ما ذكر في هذا المجال أن السيد صدر الدين شرف الدين نشر مقالاً يبرز قدرة النثر على مجاراة الشعر فيما يختص به الشعر من أخيلته وصوره ورقته وعذوبته ويباريه، فانفتح باب واسع للردود المعارضة والردود المؤيدة، وكنت أطول وأهم معركة أدبية، وعلى أهميتها الفكرية لم تكن لتخلو من النيل من الأشخاص.
وقد دفع النشاط الأدبي بعض العامليين في النجف لإقامة نشاط يلوِّن الجو الأدبي بنكهة خاصة، فأسست سنة 1925 "جمعية الشبيبة العاملية"، حتى إذا عاد بعضهم إلى جبل عامل كانت "عصبة الأدب العاملي".
هذه المناخات الأدبية والفكرية في النجف كان لها انعكاسها في جبل عامل، ولم تنحصر بالمتعلمين، فقد تأثر بها بعض الأميين فتمكنوا من نظم الشعر المعقول والجيد أحياناً، ومنه شاع القول أن تحت كل حجر في جبل عامل شاعر.

أثر النجف
تأثر الطلبة العامليون بالنجف الأشرف لم يكن بعيداً عن همومها إن كان بما يتعلق بالنظرة إلى المناهج الدراسية وضرورة تعديلها بما يناسب والزمن القائم، أو بأي أمر اجتماعي أو سياسي. وقد تفاعلت هذه الاعتراضات، وساهم بإثارتها ما تداخل من أفكار حديثة، إن كانت اجتماعية الطابع أو يسارية الاتجاه. واشترك فيها العديد من طلبة الحوزة الشباب، وكانوا في أغلبهم من العراقيين واللبنانيين، بعدد كبير نسبياً، وكان بينهم أفراد من السعودية والبحرين حتى أن بعض الذين تحمّسوا لفكرة التطوير، وربما بعضهم تحت ضغط الحاجة، انفصلوا عن الجسم الحوزوي واتجهوا إلى التدريس فاستفادت منهم الثانويات، وممن تابع الدراسة حتى الدكتوراه التقحوا بالجهاز التعليمي الجامعي، وبعضهم اتخذ الصحافة مهنة. وتفرغ محمد مهدي الجواهري للشعر فكان سيده في العرب.

الصحافة النجفية
كانت الصحافة النجفية عمدة النشاط الأدبي والفكري لكل طلبة الحوزة سواء بسواء، ومهما اتجه الفرد، فإن نشاطه مؤسس على مجلات الغري والبيان والهاتف، ولهذه تأثير في إصدار السيد محمد رضا شرف الدين مجلة الديوان سنة 1936، والحضارة التي أسسها محمد علي ومحمد حسن الصوري، وجريدة الساعة – يومية سياسية – لصاحبها السيد صدر الدين شرف الدين وهؤلاء عامليون ولادة وعراقيون دراسة وجنسية. كما أصدر سلمان الصفواني البحراني جريدة اليقظة، ومحمد مهدي الجواهري العراقي جريدة الرأي العام.
ثم على صعيد الصحافة السياسية فإن جريدة "الأهالي" لكامل جادرجي تنال اهتمام المتأثرين باليسار، وجريدة "الاستقلال" لمحمد حسن كبه لذوي الاتجاه القومي. وقد كان من مشاركة العامليين السياسية، ومعارضتهم لمجريات السياسية أن سحبت الجنسية العراقية وأُخرج من العراق كل من صدر الدين شرف الدين وحسين مروة وأحمد مغنية لمواقفهم من المعاهدة العراقية البريطانية التي وقّعها صالح جبر عن العراق وبيفن عن بريطانيا سنة 1948، ولتأييدهم للمظاهرات التي عمت العراق وسقط فيها ضحايا، قتلى وجرحى، على جسر الرصافة، وسميت بانتفاضة 1948، وتولى على إثرها السيد محمد الصدر العاملي الأصل رئاسة الحكومة ببرنامج إلغاء المعاهدة وإجراء انتخابات جديدة.

التجارب الحوزوية
ساهم العامليون بشكل رئيس بمهام الحوزة والوقوف تجاه كل ما ينال منها وأداء ما كلّفوا به، فكان الشيخ حبيب آل إبراهيم مثلاً وكيلاً للسيد أبو الحسن الاصفهاني في العمارة يوم ركز التبشير البروتستانتي على تلك المنطقة، فأبلى الشيخ بلاء حسناً، وكان لممارساته في العمارة أثر في تحركاتهم عندما اختار بعلبك مركزاً لنشاطه التثقيفي، فلم يكتف بمنطقة بعلبك بل نظم سفرات إلى جبال العلويين وحمص في سوريا، وكان يصدر كراساً في كل شهر باسم الإسلام كما كُلف بعده الشيخ محمد تقي الفقيه، وكلّف الشيخ إبراهيم سليمان لمهمة القضاء بالكويت من قبل السيد محسن الحكيم.
وعندما أصدر عبد الرزاق الحصان كتابه "العروبة في الميزان" يجرد الشيعة من العروبة ويهاجمهم، قامت ثائرة النجف لقمع الفتنة التي أخذت تذر قرونها، وكان دور العامليين هاماً، وبعد أن قامت الحكومة العراقية بوأد الفتنة تشكلت لجنة لمتابعة كل ما يصدر عنه فتنة، قوامها علماء قادة عراقيون وعامليون.

دور العامليين
وعندما أخذت حركة التطوير بالبرامج والأساليب والتأليف مجالها في النصف الثاني من القرن العشرين عن طريق كلية منتدى النشر وجماعة العلماء ومجلة الأضواء ومؤلفات الشهيد السيد محمد باقر الصدر وسواها من الأنشطة التي أوجدت أرضية صلبة للشكل التنظيمي الجديد، وكان مثاله حزب الدعوة وما وضع له من أسس منهجية لتنظيم الجهاز الحوزوي وجهاز المرجعية، والدعوة إلى الإسلام تحت مظلة المرجعية الرشيدة، كانت للعامليين مساهمتهم بالتنظيم والتنظير والتفكير وكان منهم من تأثر بالجو العام الثقافي لمنتدى النشر وجماعة العلماء، ومنهم من ذهب في العمق التنظيمي الحزبي الذي انعكس على كامل المجريات الفكرية والسياسية التي نعيشها الآن، ولبنان إحدى مساحات الانعكاس. وهذا بحد ذاته بحث لا تستوعبه وقفات، حتى أننا نقف على النزعة الحزبية في مؤلفات البعض ومنها المؤلفات الأولى للشيخ محمد مهدي شمس الدين.
ولا يتسع المجال لذكر تراث عائلات عاملية استوطنت العراق من آل الأمين وآل محي الدين وعائلات عراقية واستوطنت جبل عامل مثل آل البلاغي، وهناك سلالة تتوزعها الهجرة العلمية والسياسية، ذهاباً وإياباً بين العراق وبلاد الشام منذ القرن الخامس الهجري، منها آل شرف الدين.
والإجمال أبغي التأكيد على أن الثقافة النجفية هي المتجذّر الأساس في جبل عامل، وما سواه مكتسبات ربما تم تقبّل بعضها فتم تمثُّله وأصبح من النسيج الثقافي ورفض ما عداه.

بيوتات عاملية حملت لواء المعرفة وتوارثتها منذ ما قبل الأربعينات - janoubia.com


بيوتات عاملية حملت لواء المعرفة وتوارثتها منذ ما قبل الأربعينات

الكاتب: أحمد حلاوي
التّصنيف: عامليات
التاريخ: Friday, July 15
من شقرا إلى البازوريّة إلى قرى ومدن عاملية أصدر شبابها منذ أواخر الأربعينات مجلات شهرية تتناول واقع هذه القرى، السياسي، الاجتماعي، تبدأ بالمراهقة السياسيّة الحاملة لهموم أكبر منها بل تتخطى حدود لبنان إلى أمة العرب، هنا نسرد بعضاً من هذه "المراهقات". تلتفت إلى الماضي العاملي كما هو حالم... ثوري حتى الزمن الآتي:
تميّز بعض تراث جبل عامل منذ بداياته بفقر مادي هان على الآخرين. لماذا نلجأ إلى الماضي؟ لكن الحاضر أفق مغلق، والمستقبل لن يأتينا بـ"بياع الخواتم" لتزدهر من بيادر الأحبة. فالزواج الكاثوليكي بين الجنوب والواقع المسروق من تحت أقدامنا "حافزان مهمان" لمثل هذا الهروب... والواقع أن الواقع يتطلع إلى المكنسة السحرية، ليهرب من نفسه. ذلك أننا في راهننا نقتل الناطور ولا تأبه لدالية تتعمشق – أو تحاول – أن تصل إلى بطون أرهقها الجوع والظمأ، فالحاضر هو مفخرة لأهله فليأخذوه.
لا أحد ينكر ما للجنوب من عطاءات إبداعية غطت كافة ميادين الشعر والنثر، الشريعة والفقه، إلى دلوها عن جوانب الحياة الدينية والدنيوية وكان دائماً رأس حربة ضد "العثملي" ومن بعد على انتداب انتدب ليأخذ مكاننا في الحضور. العادة جنوبية بحت شملت عوائل بأكملها وكأنها إرث طبيعي كما الأرض الطيبة مع منجلها الذي يحصد سنابل العيش، ومثالاً وليس حصراً لمن زرعوا عنفوان الماضي، لكن المستقبل خانهم. رغم أنهم ما زالوا يتناوبون على ذلك الإرث العتيق الملهم لعائلات: آل شرف الدين، الأمين، الهاشم، مغنية، الحسيني، الحكيم، والصدر إن حكى، وتطول القائمة إلى أدهم خنجر وحسن السكران والذين زرعوا دماً تحت كل زيتون.
صدى شقراء
ليس الاسم لفتاة، بل لقرية يصل شعرها إلى الينابيع. مجلة أصدرها في أربعينات القرن الماضي السيد عبد الله مرتضى الأمين. اهتمت بأخبار جبل عامل، وشقرا تحديداً وحوت إنتاجات ثقافية: شعر، قصة قصيرة، طرائف وفنون.
من أهم الأسماء التي ساهمت فيها: أحمد المختار السيد محمد علي الأمين، محمد رضا الأمين، ومحمد غالب الأمين. توقفت عن الصدور سنة 1948 بسبب مجزرة حولا عندما دخل المحتلون الإسرائيليون إليها لفترة امتدت إلى سنوات سبع، وكانت حصيلة صدورها 109 أعداد.
كانت "صدى شقراء" تعتمد النسخ اليدوي، وتوزع على الأصدقاء والمعارف، ومن بعد تأخذ طريقها إلى المهجر... وداكار تحديداً باعتبارها كانت تحتوي على أكبر عددٍ من المهاجرين اللبنانيين. ومنها اقتطف من افتتاحيتها الأولى بعضها: تحت عنوان: مرفوعة إلى أدباء شقراء: لا شك أنكم تعلمون جميعاً أن جريدة صدى شقراء هي باسم الشباب الخاصة والأدباء الكبار العامة، لذلك فهي تعتمد على جميع الأدباء في مساعدتها الأدبية ومن واجب كل أديب أن يحوطها بعنايته ورعايته..... ما لاقيناه من تشجيع ومساعدة أدبية، خصوصاً الأديب والشاعر الشهير السيد هاشم م. الأمين، فأنه أرسل لنا المقال حال وصول الدعوة إليه. وكذلك، فإننا نشكر كل أديب يساعدنا وإن كان من واجبه خدمة الأدب.

"اليقظة" عن البعث
صدرت عن حزب البعث في صور. ويشرف عليها حسين شرف الدين تحريراً وطباعة وسحباً على "الستانسل" الفنان غازي قهوجي إخراج الغلاف وكتابة الخطوط والرسم. جمال قدادو توفير المواد واقتراح الموضوعات المنوى تناولها. كانت المجلة توزع بعد طباعتها (سحبها) في الكلية الجعفرية سراً، وآخر عدد صدر منها يحمل تاريخ 11/1/1960 (العدد الثالث) وفيه كُتب دون توقيع (مقتطفات): إن حركتنا اختلفت اختلافاً نوعياً لا كمياً عن كل ما سبقها من حركات في وطننا العربي فطرحت قضية الأمة العربية طرحاً ثورياً لأول مرة منذ مئات السنين... طرحاً انقلابياً كما اعتدنا أن نقول... واعتبرت الأمة العربية في مرحلة ثورية كاملة... ثورة تاريخية، وأنها مهيأة كل التهيوء لتحقيق هذه الثورة إذا انتشر وعيها بين الجماهير.
نظرت حركتنا إلى أمتنا فأعلنت وحدتها، رغم جميع المظاهر التي كانت تتحدى هذه الوحدة في كل لحظة وفي كل عمل... وأعلنت في نفس الوقت أن رسالتها إنسانية رغم أن جميع المظاهر كانت تتحدى هذا الإعلان.. وهذا الادعاء رغم أن الأمة العربية في حالة سلبية ناقدة لأي إبداع تعيش عالة على غيرها. فأكدت حركة البعث رسالة الأمة.
كل هذه الأشياء تنبع من نظرة واحدة.. من نظرية ثورية... النظرة المتجددة البعيدة المدى الطويلة النفس التي تنظر إلى المستقبل نظرة ليست كنظرة الشعراء. إن نظرتنا من أجل الوحدة هي نفس معركتنا من أجل الاشتراكية... وكانت بداياتنا منذ أن بدأنا النضال.
...وحين ندرك بأن كرامة الإنسان والاستغلال لا يمكن أن يجتمعا في آن واحد... حين ندرك هذا نكون قد بدأنا خطوتنا الأولى نحو الاشتراكية. إن الوحدة والحرية والاشتراكية أسماء مختلفة وأهداف مترابطة. فإذا فصل إحدهما عن الآخر فقد هذا الآخر قيمته ومعناه... إذ لا معنى للحرية مع الاستغلال ولا معنى للوحدة في ظل الإقطاع والرجعية.

"الطليعة"
...وهي مجلة سياسية أصدرها أيضاً حزب البعث العربي وكان مسؤول تحريرها عبد الكريم عبد النبي الحر ود. علي رائف غندور. صدرت من جباع تحت Logo شباب الطليعة العربية وذيّلت عددها الأول الصادر عام 1960 بـ:
يا شباب العرب هيا
وارفعوا الصوت قوياً
لبلوغ الأرب
عاش بعث العرب.
ومنها: "جاء جمال (عبد الناصر) فكانت الوحدة. وطافت الابتسامة على شفاه الأجداد، وهطل الندى على قبر صلاح الدين، وأورقت جذوع المشنقة التي علق عليها ذلك الرعيل الأول من مجاهدي سوريا، وتهامست قبور الشهداء يلقي ساكنوها تحية المساء ثم يرقدون في سلام إن كل شيء بخير فقد أتى الفارس الذي اسمه الأمل".
وعن لواء الاسكندرون الذي أهدره الزمن وصار بعد عام 1933 تابعاً إلى تركيا يعبر الحزب البعثي عن موقفه: "أمام تلك النكبة إننا كشباب طليعة واعية، نقول أن موازين القوى قد تغيرات اليوم فانتفضت الأمة العربية من غفوتها (على إثر اجتياح الجيش التركي للحدود مع سوريا عام 1939) بفضل نضال أبنائها الأحرار فتدحرجت تيجان الخيانة وهوت رؤوس الاتباع وقامت حكومات وطنية تنادي بوحدة العرب، وتعمل على تحقيق هذه الوحدة، وهبت القومية العربية تذكي نار الثورة في أقطار العرب، فتدفع الشعب إلى الأمام... إلى النصر على الاستعمار والصهيونية فالنصر على المغتصبين و"أبطال التجزئة" وكما انتصرت القومية العربية في بور سعيد ودمشق (وهذا ما لم يحصل – الكاتب) فستنتصر في الجزائر وفلسطين وفي لواء الاسكندرون، وليمت أعوان الاستعمار وأسيادهم في غيظهم.

المراهقة السياسيّة
لا شك أن الطابع الغالب على هذه المجلات الثلاث كان المراهقة السياسية كما هو حال اليوم، بعيداً عن النيات الصادقة، فالعرب لم تنجب سوى الشعارات والشعر، تتكيء عليهما كقفزة إلى مستقبل مجهول. أو هروب إلى الأمام. فما كان حلماً البارحة عصفت به رياح اليوم أو الأمس القريب، ترى ماذا كان لرجال مضوا عن يومنا الحالي الذي يزدهر بالحمى الصفراء؟
بالتأكيد إن لكل زمن ثقافته ورجاله، ولكن من الملاحظ أن الأدب العاملي السياسي – الاجتماعي كان يقفز إلى الهوى برغبات مشروعة دونها التدرج لواقعنا المتردي، والميؤوس منه. فعقارب الساعة تمشي على وتيرة عكسها، وكما دفع الجبل العاملي من أثمان باهظة وركب عربة لا تصل؟ إن شغفه العاطفي ما زال بين بنان القبضة الواحدة.

"المزابل"
نأتي أخيراً إلى مجلة "المزابل" لصاحبها الشيخ أحمد حدرج من البازورية. وعبثاً، حاولت أن أستحصل على نسخها. على أن أبوابها لم تلامس السياسة فحشرت نفسها بأحاديث عن: التنور، العين، الجاروشة، الأعراس، الوفيات وباب الطرائف، بمعنى أنها مجلة اجتماعية بحت ترصد حياة الفلاحين، من العناوين أعلاه، ولأنها تنتمي إلى قرية صغيرة (آنذاك) فلم يكن لها ذلك الوهج الذي كان لغيرها مما ذكرت من مجلات حاولت ان تستنهص (!) ما لم يكن الجنوب عموماً متأهباً له.
في كل الأحوال، ما تقدم صفحات من جبل عامل، علها تعيدنا إلى ما كنّاه في الماضي وما نرومه غداً.

الجمعة، 15 يوليو 2011

صور.. عراقة التاريخ في وجه اللامبالاة الرسمية

صور.. عراقة التاريخ في وجه اللامبالاة الرسمية

صور.. عراقة التاريخ في وجه اللامبالاة الرسمية

صحيفة البناء ـ محمد غزالة: بقعة في لبنان، غنية عن التعريف، نظراً لمكانتها التاريخية عبر العصور، هي التي استوطنها القائد التاريخي «حيرام» ونصّب نفسه ملكاً عليها، إنها.. مدينة صور. المتميزة...

صحيفة البناء ـ
محمد غزالة:
بقعة في لبنان، غنية عن التعريف، نظراً لمكانتها التاريخية عبر العصور، هي التي استوطنها القائد التاريخي «حيرام» ونصّب نفسه ملكاً عليها، إنها.. مدينة صور. المتميزة بموقعها الجغرافي والاستراتيجي على حوض البحر المتوسط، والتي كانت هدفاً ومطمعاً للشعوب الغازية، لكنها بقيت عصية على شتى الأطماع والغزوات، منذ «الاسكندر المقدوني»، وصولاً إلى الصهاينة في عصرنا هذا، فقد ثبتت وصمدت بفضل أبنائها.
صور اليوم أرفع قيمة وشأناُ من تلك المعالم الحضارية المنتشرة في جهاتها الأربع، وأبرزها الهياكل الرومانية التي باتت اليوم تحتضن أهم المهرجانات المحلية والدولية التي تنظم مع بداية كل صيف، الا أن المدينة العريقة لم تلق اهتمام الدولة ورعايتها، وهي التي تمتلك من المقومات والمرافق الحيوية ما يجعلها في مصاف المدن العالمية المتقدمة على الصعد الاقتصادية والتجارية والسياحية، على الرغم مما نشهده فيها من نهضة واعدة، في مختلف أوجه الحياة، وكل ما نراه من نمو وازدهار وتطور في القطاعات الانمائية والتجارية والعمرانية والخدماتية والسياحية والثقافية، يعود الفضل فيه لأبناء صور والمنطقة، المتفانين من أجل مدينتهم ومنطقتهم، وفي مقدمتهم المجالس البلدية المتعاقبة، ورجال أعمال ومغتربون ومهتمون في قطاعات أخرى، هؤلاء الغيارى على مدينتهم ومنطقتهم، زرعوا طموحاتهم وأحلامهم، وجسّدوها أعمالاً ومشاريع للاسهام في مسيرة البناء والتطور، يخشون أن تستمر عقلية عدم الاكتراث واللا مبالاة من خلال سياسة تعقيد الاجراءات القانونية، وفرض ضرائب تعجيزية، وعدم تسهيل عملية الاستثمارات، وهي سياسة كانت تعتمدها الحكومات السابقة، ما يضعف من حماستهم واندفاعهم وتقدمهم في مسيرتهم، ويجعلهم يحزمون ثانية حقائب الرحيل من أرض الوطن، في وقت يحتاج فيه البلد إلى المزيد من طاقات ابنائه، آملين، وثقتهم كبيرة في الحكومة الجديدة، ان تقدّم نموذجاً جديداً في الحرص والاهتمام والتشجيع للطاقات الوطنية، في مختلف القطاعات الحيوية.
في اطار متابعة «البناء» ملف المدن والقرى اللبنانية، ولا سيما في المنطقة الجنوبية، في مختلف جوانب الحياة فيها، كانت اطلالة على مدينة صور، لما تشكّله من أهمية على الخريطة اللبنانية، وفي الوثائق الدولية التاريخية، علنا في ذلك نسلط الضوء مجدداً على هذه المدينة الجميلة، القابعة في أقصى جنوب الساحل اللبناني، وأن نلفت عناية الدولة لأن توليها الرعاية والاهتمام، والالتفات إلى حاجات أبنائها ومطالبهم.
الموقع الجغرافي
كانت صور منذ القدم تقسم إلى قسمين، بحرية وبرية، وتقول صفحات التاريخ أن الاسكندر المقدوني لدى غزوه صور، عصت عليه صور البحرية، ما اضطره إلى ردم البحر كي يصل الى الجزيرة القريبة ويحاصرها.
تعتبر صور اليوم عاصمة جبل عامل، كونها ثاني أكبر المدن الجنوبية بعد صيدا عاصمة محافظة الجنوب التي تبعد عنها حوالى 40 كيلومتراً، وتبعد عن العاصمة بيروت 80 كيلومتراً، ويقطنها حوالى 150 ألف نسمة من الصوريين والوافدين اليها من مناطق أخرى.
صور الإدارية
تعتبر صور مدينة بامتياز كونها مركز القضاء، والمقر الفرعي لمعظم الادارات الرسمية والمحاكم المدنية، وفيها سراي حكومية، وفرع لمصرف لبنان، كما تتميز بشاطئها ومينائها البحري التجاري، ويقتصر عمله اليوم على استقبال بواخر شحن السيارات من الأسواق الخارجية.
الحركة التجارية
تشهد مدينة صور حركة تجارية ناشطة لوجود عشرات المؤسسات التجارية العامة والفروع المصرفية، ما يشكّل العصب الاقتصادي للمدينة، وفي هذا الاطار التقت «البناء» رئيس جمعية تجار صور محمود القرعوني الذي أكد على أهمية وجود هذه المؤسسات في مختلف الحقول التجارية، والتي تؤمّن العمل لشريحة كبيرة من أبناء المدينة والقرى المجاورة، وتسهم بالتخفيف من الضائقة المعيشية، في ظل الوضع الاقتصادي المتردّي.
وقال القرعوني: «لدينا مرفأ هام في صور، يستطيع استقبال كبريات بواخر الشحن من مختلف جهات العالم، فلماذا يقتصر عمل الميناء البحري على استيراد السيارات فقط؟ علماً أن لدينا حركة تجارية عامة، ونسطتيع استيراد مختلف الأصناف، وتصدير الكثير من منتوجاتنا، وخصوصاً الزراعية والحرفية، إن هذه اللامبالاة وعدم الاكتراث بدعم حركتنا التجارية وتطويرها غير مقبول، وكأنه يراد لنا أن نكون ضعفاء ومرتهنين لأصحاب الغايات التي لا تريد للوطن ولحركته التجارية الخير في هذا البلد، فالتعاطي معنا كأصحاب أعمال ومؤسسات، لا هو إنساني ولا وطني إطلاقاً».
وأشار القرعوني الى النمو المزدهر يوماً بعد يوم في مدينة صور على مستوى المشاريع العمرانية والسكنية، والصروح السياحية من فنادق ومطاعم ومقاهٍ ومتنزهات، باستثمارات محلية، مغتربة ومقيمة، إنما التشجييع من قبل الدولة لهؤلاء الأبناء الطامحين لا يرقى إلى مستوى طموحهم واندفاعهم للاسهام في رفع مستوى النهضة والازدهار.
ودعا القرعوني الدولة والادارات الرسمية المعنية الى «دعم هذا القطاع الحيوي من خلال تسهيل المعاملات القانونية امام اصحاب المشاريع، وتخفيض نسبة الضرائب التي تعتبر باهظة، وإخراجها من أتون السمسرات والمستغلين، كي يتسنى لهؤلاء البقاء في أعمالهم على أرض الوطن ، لما فيه خير إنمائنا ونهضتنا على مختلف الصعد».
دور البلدية
صور الأصالة والتراث والمجد، والمفعمة بالحيوية دائما، حباها الله أيضا مدىً خلابا، ومناخاً وطبيعة، وشاطئا ساحرا، ما جعلها تتمتع بمكانة سياحية مرموقة، ولو أعطي لها الاهتمام الرسمي كما يجب، لاكتست ثوب عروس المدن السياحية في العالم. هذه المدينة، على الرغم من اللا مبالاة الرسمية التي تعيشها، يبقى لأهلها الأوفاء بصمات رقي وتقدم وعطاء، وخير منتشر في كل ناحية من نواحيها. قلاع أثرية، ومرافق تجارية وصناعية، ومنابر اجتماعية وثقافية، ومبانٍ سكنية، وفنادق ومطاعم ومقاه ومتنزهات، حيث جعلوا منها مدينة التكامل الانساني بأبهى صوره، فكيف نراها في موسم الصيف؟
مما لاشك فيه أن مجالس بلدية المدينة المتعاقبة منذ تولى رئاستها عبد المحسن الحسيني (رئيس اتحاد بلديات قضاء صور)، وصولاً الى المجلس البلدي اليوم برئاسة المهندس حسن دبوق، كان لها دور هام في تعزيز حركة الحياة اليومية للمدينة وتطويرها في مختلف أوجهها، من خلال الأعمال الحيوية التي نشهدها على الأرض، ولا سيما في مشاريع المخطط التوجيهي الشامل، والبنى التحتية، والمرافق العامة التي تشمل الحدائق والمتنزهات البرية، والمقاهي البحرية على طول الساحل الصوري الجنوبي، فضلاً عن دعمها مختلف الأنشطة الاجتماعية والفنية والثقافية، التي من شأنها تنشيط الحركة السياحية في المدينة.
حرقوص
للحديث عن هذه الجوانب التقت «البناء»، عضو مجلس البلدية محمد حرقوص الذي قال: «هي مدينتنا التي قدّمت من أبنائها أعلاما كبارا على مستوى العالم، تستحق منّا كلّ الاهتمام، ولم ندخّر الجهود في سبيل تطويرها ونهضتها، ونجهد لتأمين الامكانيات على هذا الصعيد، على الرغم من بعض الاجحاف الرسمي بمكانتها الراقية، من خلال شحّ الدعم، لولا رعاية الرئيس نبيه بري لهذه المدينة الجنوبية، وسعيه الخاص الى جانب البلدية لتأمين مصادر التمويل من جهات دولية مانحة، وقدرات محلية واهبة، فضلا لمرافقناً الخاصة كبلدية، ولولا ذلك، لكانت صور اليوم مجرد حكاية من التاريخ، إنما من دون لون ولا حياة، وكنّا سنفتقد هذه الصورة الجمالية التي تتحلى بها اليوم في معظم مرافقها، خصوصاً في موسم الصيف الذي نوليه عناية خاصة، من خلال إقامة البرامج والاحتفالات الصيفية، وما يتخللها من أعمال فنية وثقافية وتراثية».
عكنان
اما رئيس الدائرة الاعلامية في البلدية المحامي خضر عكنان، الذي تحدث عن «دور دائرته في إبراز الصورة الحضارية للمدينة، والتي تضع كل الامكانيات ليبقى لصور وجهها المشرق أمام العالم، ولإثبات حضورها الفاعل كمدينة تاريخية أنصفها العالم، في وقت نأسف فيه لعدم إنصافها من قبل الجهات الرسمية المعنية».
كما أبدى عكنان عتبه على الاعلام الرسمي والخاص، «لعدم إعطاء المدينة الاهتمام اللازم، حيث تندر المحطات والوسائل الاخرى التي تقدّم صور، في صورة إعلامية تستحقها عبر قنواتها»، وأشاد بتعاون المواقع الإلكترونية التي هي من جهد أبناء المدينة الغيارى على مدينتهم، كما أكد على دعم البلدية لهذه المواقع، كي تأخذ دورها الاعلامي والتوجيهي، والتواصل مع أبناء المدينة والمنطقة في العالم، شاكراً لها تغطيتها الواسعة لمختلف الجوانب التي تهمّ المدينة، وخصوصاً إبراز حركة القطاعات العاملة، والأنشطة ولا سيما ما يشهده الموسم الصيفي السياحي.
العينين
من جهته قال رئيس مجلس إدارة موقع «صور سوا» الإلكتروني الزميل خالد العينين في كلمة مقتضبة إلى «البناء»: «إن دورنا يكمن في إيماننا بمدينتنا الغنية عن التعريف، ونضع كل طاقاتنا وقدراتنا في سبيل الحفاظ على إرثها المعنوي عبر العصور، وأن نقدّمها بالصورة اللائقة بحضورها، وبالكلمة المعبّرة عن أصالتها».
موسى
أما الجانب الاستثماري في القطاع السياحي في مدينة صور، فإن لأبناء المدينة والمنطقة الدور الريادي في إنعاش مدينتهم ومنطقتهم، عبر إقامة المشاريع الاستثمارية، ولا سيما السياحية منها، إسهاما في الازدهار والتطور والنهضة التي تشهدها صور ومنطقتها.
ومن هؤلاء العاملين في القطاع الاستثماري على الكورنيش البحري لمدينة صور، جعفر موسى، الذي أقدم ملبيّاً نداء الواجب الوطني، بأن للوطن حق على بنيه، إنما في المقابل للمواطن حق على دولته، وفي هذا الصدد قال لـ«البناء»: «نعتز ونفتخر بوجودنا على أرض الوطن، وخصوصاً في رحاب منطقتنا، مساهمين في بنيانها وتقدمها ضمن المجالات التي يمكن القيام بها، وما اختيارنا إقامة هذا المشروع السياحي هنا في صور، إلا لأنها تعتبر واحة سياحية رائعة، تكتنفها جمالية ملحوظة، مناخاً وطبيعةً، وبحراً ومعالم أثرية جديرة بأن تلقى الاهتمام، من الدولة أولاً، ومنّا نحن ثانياً».
وختم: «نأمل أن يكون موسم الاصطياف السياحي هذا العام على قدر طموحنا كأبناء منطقة يكفيها من المعاناة والأزمات والاحداث، هذه المعاناة التي كانت أساسا في انحدار حركة الانماء على مختلف الصعد، ونتمنى على وزارة السياحة في الحكومة الجديدة أن تولي اهتماماتها تجاه هذه المدينة العريقة، التي كما هي مدينة الحضارات والأمجاد، هي أيضاً مدينة الحب والفرح والتلاقي الانساني، وهي في موسم الصيف متنفس طيّب لأبنائها، كما نقدّر أعمال البلدية وجهودها، التي ترعى شؤوننا وحركة صور السياحية.«

المهرجان الرياضي الأول لاتحاد بلديات جبل عامل

المهرجان الرياضي الأول لاتحاد بلديات جبل عامل

المهرجان الرياضي الأول لاتحاد بلديات جبل عامل


اطلق اتحاد بلديات جبل عامل مهرجانه الرياضي الاول الذي يستمر طيلة شهر تموز، بمشاركة واسعة من الفرق الرياضية واعضاء المجالس البلدية في قرى وبلدات الاتحاد.

كرة القدم:

وجرت خلال الاسبوعين الماضيين الأدوار التمهيدية للعبة كرة القدم التي وصلت لأدوارها. وقد شهد الدور الأول النتائج التالية:
-فوز القنطرة على قبريخا بضربات الترجيح بعد التعادل (2-2).
-فوز مركبا على عديسة (7-0)، وطلوسة على الصوانة(3-0).
-فوز مجدل سلم على عدشيت(3-0)، و الطيبة على حولا(5-0)
-وفوز رب ثلاثين على دير سريان(3-0).

اما مباريات الدور الثاني فشهدت فوزمركبا على مجدل سلم (6-1)، و الطيبة على القنطرة ( 5-3)، وطلوسة على رب ثلاثين بنتيجة كبيرة( 14-0).
وجرت مباراة واحدة في الدور نصف النهائي أسفرت فوز الطيبة على طلوسة بنتيجة (2-1).
وستجري المباراة النهائية في كرة القدم نهار السبت الواقع فيه: 16-7-2011 الساعة السادسة مساء على ملعب مركبا.

الماراتون

كما جرى الاحد الماضي سباق للماراتون شارك فيه أكثر من 150 عداء ، وقسم المشاركون الى ثلاث فئات عمرية هي:
1- مواليد2001-2002-2003.
2- مواليد1998-1999-2000.
3- مواليد1997وما دون.
اضافة الى مشاركة لافتة من قدامى العدائين في المنطقة.
وقد جاءت النتائج على النحو التالي:
مواليد :2001-2002-2003
1-احمد فحص.
2-حسن فحص.
3-محمد علاء الدين.

مواليد 1998-1999-2000:
1-مصطفى ياسين.
2-محمد خير الدين.
3-علي ياسين.

مواليد 1997 وما دون:
1-احمد مصطفى.
2-علاء ترمس.
3-حسن فحص.

ومن المتوقع أن تنطلق خلال الأسبوع المقبل المنافسات في ألعاب أخرى.

اتفاق توأمة بين بلديتي سان لوري الايطالية والمروانية::: NNA - Official website

اتفاق توأمة بين بلديتي سان لوري الايطالية والمروانية
Fri 15/07/2011 17:22






وطنية - 15/7/2011 وقعت بلدية المروانية قضاء الزهراني، بروتوكول توأمة مع بلدية سان لوري الايطالية، بعنوان "جسر ثقافي على أمواج المتوسط " ويتضمن التعاون في المجالات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية، في حضور رئيس بلدية المروانية محمد دياب حجازي ونائبه المهندس محمد كوثراني، والرئيس السابق علي حجازي، ووفد من الجالية اللبنانية في سردينيا، وعن بلدية سان لوري رئيسها اليساندرو كوللو.

بعد التوقيع قام الوفد اللبناني بزيارة الحاكم السابق لولاية سردينيا ريناتو سورو الذي اشاد بالزيارة كونها "تشكل جسرا هاما لنشر المحبة والسلام بين شعوب المتوسط".

كما التقى رئيس المحافظة فوليو توكو ورئيس مجلس نواب المحافظة فابريزيو كوللو والسناتور الايطالي فرنشيسكو سانا، الذي أكد "اهتمام الدولة الايطالية بالسلام في لبنان.

وشكر حجازي "المسؤولين الايطالين على استقبالهم"، معبرا عن "محبة اهل الجنوب وتقديرهم للدور الذي تقوم به ايطاليا في الجنوب من خلال دورها في قوات الامم المتحدة العاملة في جنوب لبنان".

وفي ختام الزيارة تمنى كوللو ان "تكون هذة الزيارة مدخلا للتعاون والمشاركة في كافة المجالات وقفزة نوعية للتعاون بين مختلف دول حوض البحر المتوسط".

وكان الوفد عقد لقاء مع ابناء الجالية اللبنانية في سان لوري، بعنوان "التعايش الاسلامي - المسيحي في العالم".

ووجه حجازي دعوة باسم بلدية المروانية للسنياتور الايطالي فرنشيسكو سانا ولرئيس بلدية سان لوري، لزيارة بلدة المروانية.

وتخلل الزيارة تقديم الدروع والهدايا التذكارية.
© NNA 2011 All rights reserved
NNA - Official website

الأربعاء، 13 يوليو 2011

Elnashra - الكنيسة تقرأ الشيعة و"حزب الله" بـ"كتبهم"

Elnashra - الكنيسة تقرأ الشيعة و"حزب الله" بـ"كتبهم"

الكنيسة تقرأ الشيعة و"حزب الله" بـ"كتبهم"

الأربعاء 13 تموز 2011، آخر تحديث 05:37 دنيز عطاالله حداد - "السفير"

يتداخل في نظرة الطوائف اللبنانية إلى بعضها البعض، كما إلى نفسها، العامل الاجتماعي بالسياسي والتاريخي والاقتصادي. لا تسقط هنا الأفكار المسبقة والأوهام النابعة، حينا من خوف وحينا من جهل، وأحيانا من شعور أقلوي متعاظم بـ«الأنا» أو الـ«نحن». يشمل ذلك جميع الطوائف اللبنانية الخائفة والمخيفة في آن.
اليوم الطائفة الشيعية، ومعها «حزبها»، «حزب الله» تحت المجهر. لا يعني الكلام المماحكات السياسية اليومية ولا يطال فقط الصراع على المحكمة والسلاح و«التفاصيل الجوهرية» في صياغة استقرار لبنان.
ففي دوائر ومؤسسات كنسية هناك من يتابع ويدرس ويحلل معاني تبلور الشخصية السياسية لشيعة لبنان في «حزب الله» وعبره. هناك من يصرف الوقت والجهد للمعرفة اولا، ولتجنب تكرار اخطاء سبق للبعض الوقوع فيها، على امل الوصول الى ابتداع صيغ تسمح بايجاد مساحات مشتركة يلتقي عليها اللبنانيون.
يقر الباحثون «ان ظاهرة «حزب الله» معقدة لا تسمح بالتبسيط المعهود في الكلام عليها، انها اختراع ايراني صرف زُرع في التربة اللبنانية، وان كان ذلك يمثّل جزءا مهما من حقيقة «حزب الله». متوقفين عند «مجموعة عوامل تناقض هذا التبسيط». لذا سعت بعض الدوائر الكنسية الى البحث واعداد النصوص وجمع اكبر عدد من الدراسات التي تعرّف عن «حزب الله» بأقلام منتسبين اليه او دائرين في فلكه.
وبين ايدي المسؤولين في الكنيسة اليوم دراستان. الاولى تتناول نشأة حزب الله وتاريخه. وفيها الاطار التاريخي «السوسيو- بوليتيكي» ويتناول وعي شيعة لبنان تاريخيا وقرارهم دخول لبنان الكبير، والصراع الفكري الناتج عن هذه التجربة ولاحقا التجربة القومية. تمر على حوزة باقر الصدر في النجف و«حزب الدعوة» والعلاقة مع ايران سابقا ولاحقا، وصولا الى قيام «حزب الله» الذي «احدث تحولا جذّريا في البيئة الشيعية لم تعرفه الجماعة الشيعية في تاريخها. ازال الحزب الازدواج الذي عرفه التاريخ الشيعي بين العلماء ورجال السياسة. نجح في جمع العمامة والزعامة في اطار حزب واحد. وعمل على انجاح هذه التوليفة على خطين متوازيين: كسر الاقطاعية السياسية من خلال العمل على تفكيك التركيبات العائلية لجمعها بصورة جديدة، ومن ثم العمل على تفكيك الاقطاع الديني الذي كان محصورا في بعض العائلات تاريخيا، ليقيم مجتمع علماء منضويا في سلك منظم يرتبط بالقيادة الحزبية التي ترتبط بدورها به ليرتبط الجميع بعروة وثقى هي الولاية». وتتوقف الدراسة عند «الخلفية الايديولوجية للحزب وتحديدا الولاية وكربلاء والجهاد. وتخصص جزءا منها في تفسير الطبيعة المكونة للحزب وبعض طرق عمله والوسائل التي يستخدمها في تحقيق اهدافه. وفي الدراسة ايضا بعض الوثائق التأسيسية في الخطاب السياسي للحزب، «التي تكشف بوضوح الترابط القائم بين الايديولوجيا الدينية والاهداف السياسية للحزب وتطور ممارسته السياسية في ايجاد مجالات مواتية لتحقيق رؤيته».
اما الدراسة الثانية فتستند الى تلخيص عدد من الدراسات لكّتاب تاريخ شيعة متوقفة بشكل خاص عند «ربط الجغرافيا بالجماعة وسبغها بهالة لاهوتية ترفد المشروع السياسي بخاصيّة مميزة». لم تستند الدراسات الكنسية الى «المؤرخين الكلاسيكيين» للحالة الشيعية امثال جابر آل صفا او محمد علي مكي او الشيخ علي الزين مثلا.
اختارت الكنيسة اربعة كتب واربعة كتّاب هم سعدون حماده في كتابه «تاريخ الشيعة في لبنان الحكم الشيعي في لبنان»، وعلي راغب حيدر احمد وكتابه «المسلمون الشيعة في كسروان وجبيل سياسيا-تاريخيا-اجتماعيا»، وعلي الابراهيم الطرابلسي في كتابه «التشيّع في طرابلس وبلاد الشام» وجعفر المهاجر «التأسيس لتاريخ الشيعة في سوريا ولبنان».
وعزت الدراسة اختيار هذه الكتب «الى مبرر زمني اذ هي صدرت في تواريخ متقاربة، ولها مبرر منهجي اذ تتبع الخط الايديولوجي نفسه الذي يسيّر مفاصلها بالكامل». وتعتبر ان «اهم العناصر الايديولوجية الراكنة في هذه النصوص هي «الارض المختارة والجبل المقدس. الارض التي دُنست نتيجة عوامل متعددة. الارض المغتصبة. الشعب المختار. الشعب الذي اجبر على ترك ارضه. الشعب الذي له حقوق يجب استرجاعها. وعلى اساس هذه الخلفية الايديولوجية يقوم كتّاب هذه النصوص بتأسيس تاريخ الشيعة في لبنان وخصوصا جبل لبنان فيعتبرون ان الشيعة هم سكانه الاصليون، لان قبلهم لم يكن من وجود لآخرين.(..) وان خريطة انتشار الشيعة (الذين كانوا اكثر عددا قبل قيام المتصرفية ولبنان الكبير) كانت تغطي مجمل الجغرافيا اللبنانية وخصوصا جبل لبنان وبالتحديد كسروان.(..) لذلك نتائج واضحة تبدأ بالتشديد على الرخاء والتطور اللذين عرفتهما هذه المناطق ايام حكم الشيعة والسطوة التي عرفها الشيعة على هذه الأرض وعلى القرار السياسي فيها. وان بعض هؤلاء الكتّاب ذهب الى حد اعتبار ان الموارنة حين تركوا سوريا، استقبلهم الشيعة بتسامح ديني لا نظير له في تلك الحقبة، ووفروا لهم الحماية».
واستنادا إلى احد الكتّاب فان امتيازات الشيعة لم تستمر في جبل لبنان و«صودرت املاكهم، وحوّلت اوقافهم واماكن العبادة الخاصة بهم الى طوائف اخرى لاسيما الطائفة المارونية. وتم استقدام مجموعات سكانية كبيرة من المسيحيين لاسكانها في اراضي وممتلكات الشيعة و..»
في الشرح يخلص معدو الدراسة الى الاستنتاج الى وجود «عملية ادلجة للتاريخ، وفي احسن الاحوال عملية اسقاط لتضخم الانا في الزمن الحاضر على احداث التاريخ، لاكساب هذا التضخم مشروعية تاريخية، وهي في الواقع صورة لطموح مستقبلي، يُخطط له ويُنفذ عبر محاولة واضحة للسيطرة على الجغرافيا».
يستشهد معدو الدراسة بكتاب احمد بيضون «الصراع على تاريخ لبنان او الهوية والزمن في اعمال مؤرخي لبنان المعاصرين». في هذه الدراسة، يحاول بيضون نقض الايديولوجية المارونية التي اسقطت حلّة المارونية على الجغرافية اللبنانية، ومن ثم على التاريخ الحديث برمته. كان اعتقاد بيضون يومها ان الموارنة وحدهم مصابون بهذا الهوس، اي ربط الجغرافيا بالجماعة واضفاء هالة لاهوتية عليها تعطي للمشروع السياسي تفرده وتمايزه. لكنه استدرك ان ذلك «تحول نمطا متداولا لدى الجماعات الاخرى».


الثلاثاء، 12 يوليو 2011

إسرائيل تعد لحرب ثالثة على لبنان

إسرائيل تعد لحرب ثالثة على لبنان

إسرائيل تعد لحرب ثالثة على لبنان

سليمان بشارات / إسلام أون لاين

2011-07-12 18:48:52

في الذكرى الـخامسة لحرب 2006
إسرائيل تعد لحرب ثالثة على لبنان
سليمان بشارات
إسلام أون لاين – رام الله
كشفت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية في عددها الصادر اليوم الثلاثاء 12-7-2011 عن تحضيرات يعدها الجيش الإسرائيلي لخوض حرب ثالثة تستهدف حزب الله في الجنوب اللبناني، مشيرة إلى أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تدير معركة سرية تهدف أساسا للحفاظ على قوة الردع الإسرائيلية مقابل حزب الله.
وجاء في تقرير الصحيفة الذي نشرته بمناسبة مرور خمس سنوات على الحرب الثانية على لبنان في يوليو 2006، أن الحرب الثالثة المقبلة ستكون في مناطق الأرض المفتوحة الخالية، خاصة تلك التي زرع فيها الحزب آلاف الصواريخ الموجهة إلى الأراضي المُحتلة عام 1948.
اللواء الركن المتقاعد واصف عريقات، الخبير في الشأن العسكري، يرى في تصرحات خاصة بـ"إسلام أون لاين" أن إسرائيل من حيث المعدات العسكرية جاهزة لخوض أي حرب مستقبلية، لكنها حتى الآن تواجه مشكلة في استخدام هذه القدرات القتالية؛ فالجندي الإسرائيلي غير مؤهل لاستخدام هذه المعدات، نتيجة تدهور معنوياته وعدم اكتمال تحصين الجبهة الداخلية لمواجهة حرب طويلة الأمد.
وقد خاضت إسرائيل حربا في يوليو 2006 مع حزب الله اللبناني على خلفية قيام الحزب بمهاجمة دورية إسرائيلية واختطاف جنديين إسرائيليين، وعلى الرغم من استخدام إسرائيل أشكالا متعددة من ترسانتها العسكرية، إلا أن الحزب استطاع أن يحقق معادلة "موازنة الردع" في مواجهة الجيش الإسرائيلي، وهو ما جعل إسرائيل - منذ ذلك الوقت - تحاول أن تعيد بعضا من قوة الردع لجيشها.
الحفاظ على قوة الردع
وقالت "يديعوت أحرنوت" إن الجيش الإسرائيلي يواصل استعداداته للحرب الثالثة على لبنان وإن قيادة أركان الجيش الإسرائيلي تدرك اليوم أن حرب لبنان الثالثة ستكون مختلفة تماما عن الحرب الثانية التي وصفتها بأنها "خلقت شعورا ثقيلا بتفويت الفرصة لدى الجيش، وأحدثت زلزالا بكل ما يتصل بخطط التدريب والاستعدادات العسكرية".
وأوضحت الصحيفة أن قوات الأمن الإسرائيلية تعمل بشكل سري للغاية، لضمان حفاظ الجيش على قوة الردع أمام حزب الله ومن يقف وراءه في الحرب القادمة. كما أن الجيش شرع بتغييرات تنظيمية جديدة في صفوفه، حيث تم تعيين قائد جديد للجبهة الشمالية وهو يائير جولان الذي شدد أثناء مراسيم التعيين على أن جيشه استخلص عبرًا كثيرة من الحرب السابقة على لبنان، ويسعى للاستفادة من هذه الدروس .
ونقلت الصحيفة عن الجنرال غادي آيزنكوط، قائد الجبهة الشمالية السابق قوله :"إن الجيش قد خلق واقعا أمنيا جديدا يعتبر الأفضل والأهدأ منذ إقامة الدولة "، مشددا على أن أهم نشاط عسكري منذ نهاية الحرب كان من خلال عملية مهمة في الدراسة والتحقيق بدافع حصر النواقص التي تبينت خلال الحرب الثانية.
وقالت الصحيفة إن "الإحصائيات تعزز ما ذهب إليه آيزنكوط، مشيرة إلى أن الصواريخ العشرة التي أطلقت باتجاه إسرائيل منذ صيف 2006 أدت إلى وقوع إصابة واحدة طفيفة، إضافة إلى اشتباكين مع الجيش اللبناني، قتل في أحدها ضابط احتياط، أما من جانب حزب الله فلم يتم تسجيل أي نشاط غير عادي.
أزمة داخل حزب الله
وتشير الصحيفة في تقريرها نقلا عن مصدر رفيع في الجيش الإسرائيلي قوله إن "حزب الله يعاني الآن من أزمة داخلية، فالحزب منذ بداية العام الحالي 2011 منشغل بمشاكل داخلية، ولكنه لم يهمل للحظة استعداداته للمواجهة القادمة مع إسرائيل، بتوجيه إيراني وبمساعدة سورية، ولكن هذا لا يعني أن الحزب غير مستمر بالتسلح، وأنه لا يعد لجولة مقبلة مع إسرائيل".
ويوضح المصدر أن الجيش "وضع مخططات جديدة للحرب القادمة مستخلصا العبر من سابقتها، وأن الجنود يتدربون بشكل مكثف على خوض مثل تلك الحرب، ويتدربون على مواجهة المقاومين في الأراضي المفتوحة، والتعامل مع مطلقي الصواريخ".
وأضاف المصدر :"اليوم لدينا قدرة كبيرة على التعامل مع حزب الله، نحن لا ننتظر الحرب فقط، فنحن نعمل بصورة حكيمة، وهناك رسائل تصل دائما لحزب الله، ونحن معنيون بأن تصله، مشيرا إلى أن الحرب المقبلة لن تكون كسابقتها، حيث يعرف الجيش كيف يتعامل مع الحزب جيدا.
ويتابع المصدر بالقول:"لا شك في أن هناك استعدادات تتم بشكل مواز للهدوء القائم الآن، وهذه الاستعدادات لا تبشر بالخير، وستكون التحدي الماثل أمامنا. لا يمكن وقف كل شيء خلال يوم أو يومين، ويتطلب ذلك صمودا من المواطنين الذين يقعون تحت القصف، ولكن في النهاية سنتغلب عليه بطريقة لا تبقي مجالا للشك مثلما حصل في العام 2006".
وبحسب تقرير الصحيفة، فإن جيش الاحتلال لديه "معلومات استخباراتية حول حزب الله أكثر من تلك التي كان يمتلكها خلال الحرب السابقة على لبنان عام 2006، وأنه يمتلك بنكا للأهداف تضم مناطق تخزين السلاح التابعة للحزب".
وبينت الصحيفة أيضا أن " الأمين العام لحزب الله يواصل تحسين نوعية الصواريخ وزيادة عددها، وأنه إذا كان لدى حزب الله 25 ألف صاروخ في العام 2006، فهو يمتلك ما يزيد على 3 أضعاف ذلك اليوم، وأن الترسانة العسكرية الموجودة بحوزته تشتمل على صواريخ بعيدة المدى وتحمل مئات الكيلوغرامات من المواد المتفجرة".
وبحسب الصحيفة فإن الجيش يقلل من الحديث في تفاصيل الخطط العسكرية أو قدراته، إلا أن المعلومات القليلة المتوفرة تشير إلى إقامة فرقتين عسكريتين وإلى تغييرات جوهرية في الخطط الفعلية التي تلائم لبنان، حيث يجري الجيش تدريبات كثيرة على كافة الأنظمة القتالية، تشتمل على سيناريوهات مواجهات في قطاع غزة والحرب على "المحميات الطبيعية" ومواجهة مقاتلين على دراجات نارية، وإطلاق صواريخ وقذائف صاروخية، والقتال تحت الأرض".
وتمكن حزب الله والقوى الأمنية الداخلية اللبنانية خلال الفترة الماضية من اكتشاف العديد من شبكات التجسس التي تعمل لصالح المخابرات الإسرائيلية، والتي تحاول من خلالها معرفة أدق التفاصيل عن قوة حزب الله العسكرية وخططه المقبلة.
حرب نفسية
ويعقب اللواء الركن المتقاعد واصف عريقات، الخبير في الشأن العسكري، على تقرير صحيفة "يديعوت أحرنوت" بالقول :"من حيث المعدات، ما زال ميزان القوى لصالح إسرائيل، فهي الأولى على مستوى الشرق الأوسط من حيث القوة العسكرية والرابعة على مستوى العالم، وهي الدولة الوحيدة التي تمتلك الردع النووي".
ويمضي في تصريحاته الخاصة بـ"إسلام أون لاين" بالقول :"رغم القدرات العسكرية الإسرائيلية إلا أنه ما تزال لديها مشكلة في استخدام هذه القدرات القتالية، خاصة أن الجندي الإسرائيلي غير مؤهل بالشكل المطلوب حتى الآن، إلى جانب تراجع معنوياته في أعقاب الحروب الأخيرة التي خاضتها إسرائيل في جنوب لبنان وغزة، كما أن الجندي الإسرائيلي اليوم مطالب بالقتال في أرض الغير بينما بيته وأسرته ليسا في مأمن من مرمى صواريخ المقاومة".
وينبه عريقات بالقول:"الجبهة الداخلية الإسرائيلية لم تكتمل بعد لمواجهة حرب طويلة الأمد، فهناك ضعف داخلي إسرائيلي، ورغم ما يتم الحديث حوله من تجهيز الجيش، لكن الكثير من الكتاب والباحثين الإسرائيليين، أشار إلى وجود فجوة داخلية".
وحول إن كان هناك جدية هذه المرة لدى إسرائيل في القيام بحرب ضد حزب الله، يقول عريقات :"الحرب في العام 2006 تركت أثرها على إسرائيل سواء على المستوى العسكري أو السياسي، لكنها في المقابل دولة تتقن فن الحرب النفسية والإعلامية، وتحاول أن تستخدمها بشكل يحقق لها نوعا من الردع مقابل العدو".
ويوضح بالقول :"التدريبات التي تتحدث عنها إسرائيل شيء والمواجهة في الميدان شيء آخر، كما أن الطرف الآخر (المقاومة) أصبح هو الآخر يمتلك العدة المتطورة والترسانة القوية من الأسلحة، إلى جانب أجهزة التتبع والاستكشاف، وبالتالي هناك تنافس في إثبات الذات بين الطرفين".
ويختتم عريقات بالقول :"إسرائيل حتى الآن مرتبكة فيما يخص تنفيذ الحرب، وهذا يشكل صعوبة على القيادات العسكرية والسياسية لاختيار الموقف بشكل صحيح، وإسرائيل تخشى الحروب اليوم، لأنها غير ضامنة للنتائج، والحرب ليست في مصلحتها، خاصة في هذا التوقيت، لذلك أعتقد أنهم سيتريثون لمعرفة الواقع العربي الجديد عقب الثورات".

القدس العربي ::: الذكرى الخامسة لانتصار المقاومة اللبنانية

2011-07-11


تمر اليوم الذكرى الخامسة للعدوان الاسرائيلي الاخير على لبنان، قليلون حتماً الذين يتذكرون هذا التاريخ، والقليلون ايضاً الذين سيحتفلون به في انحاء العالم العربي بفعل حالة الانقسام الطائفي التي تسود المنطقة وتتسع دوائرها يوماً بعد يوم.
في مثل هذا اليوم، وقبل خمسة اعوام، استغلت السلطات الاسرائيلية اقدام جماعات المقاومة في جنوب لبنان على خطف جنديين اسرائيليين لارسال دباباتها وطائراتها لاقتحام الجنوب، وتدمير قراه ومدنه، ومعظم ارجاء الضاحية الجنوبية من العاصمة اللبنانية بيروت.
الاسرائيليون توقعوا ان هذا العدوان سيكون نزهة، وان المقاومة له ستكون محدودة للغاية، ولكن كم كانوا مخطئين في حساباتهم العسكرية منها قبل السياسية، فهذه الحرب لم تكن نزهة على الاطلاق، بل مقبرة للدبابات الحديثة من نوع 'ميركافا' فخر الصناعة العسكرية الاسرائيلية.
'حزب الله' اللبناني بقيادة السيد حسن نصر الله، فاجأ العالم باسره، وليس الاسرائيليين فقط، بالصمود لأكثر من اربعة وثلاثين يوماً وقصف العمق الاسرائيلي بأكثر من أربعة آلاف صاروخ دفعت اكثر من مليون مستوطن يهودي الى الهرب من مستوطناتهم في شمال فلسطين المحتلة الى مناطق آمنة في الوسط والجنوب، وللمرة الاولى منذ بدء الصراع العربي الاسرائيلي واغتصاب فلسطين.
الجيش الاسرائيلي لم يتوقع مثل هذا الصمود الاسطوري، كما ان حكومة ايهود اولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي في حينها لم تتوقع الهزيمة على يد مجموعة مقاومة، وهي التي هزمت ثلاث دول عربية دفعة واحدة في حرب عام 1967، وفرضت سلاما مهينا في حرب ثانية عام 1973، واجبرت المقاومة الفلسطينية على الرحيل في اجتياح للبنان عام 1982.
الاسرائيليون لم يتعودوا على صمود الجيوش العربية في وجه دباباتهم وطائراتهم الحديثة، فحرب عام 1967 لم تدم غير ستة ايام، وان كانت قد انتهت عمليا في الساعات الاولى من بدئها، اما حرب تشرين الاول (اكتوبر) عام 1973 فقد امتدت لحوالي عشرة ايام على الاكثر، فهذه الجيوش، ورغم ضخامة الميزانيات والاموال التي انفقت على تدريبها وتسليحها كانت هشة، وتأتمر بأمر قيادات سياسية ضعيفة الارادة، ونفسها قصير، وبعضها يخوض الحروب من اجل الذهاب الى مائدة المفاوضات وليس لتحقيق انتصارات.
حركتان صمدتا في وجه القوات الاسرائيلية، الاولى حركة المقاومة الفلسطينية وحلفاؤها من اللبنانيين الشرفاء التي صمدت لاكثر من سبعين يوما في مواجهة غزو عام 1982، وتمترست دفاعا عن بيروت، والثانية حركة المقاومة اللبنانية التي صمدت لاكثر من اربعة وثلاثين يوما في وجه العدوان الاسرائيلي قبل خمس سنوات ولم تمكن الدبابات الاسرائيلية من التقدم الا بضعة امتار في الجنوب اللبناني والحقت بها خسائر فادحة تمثلت في مقبرة الميركافا التي ما زالت شامخة في قرية مارون الرأس تسجل اول هزيمة لاسرائيل وجيشها الذي لا يهزم.
المقاومة اللبنانية لقنت اسرائيل درسا لا ينسى، ليس فقط بصمودها، واظهار قدراتها العسكرية العالية في التحرك على الارض بفاعلية واتقان تنظيمي غير معهود، وانما في تحطيم الاسطورة العسكرية الاسرائيلية، وبث الذعر والرعب في نفوس الاسرائيليين من خلال القصف الصاروخي الذي وصل الى حيفا ويافا وعكا وصفد، وكان من الممكن ان يصل الى تل ابيب نفسها، وجرى تأجيل ذلك الى جولة ثانية ربما تكون قريبة.
بالامس قال ايهود باراك وزير الدفاع الاسرائيلي ان خمسين طنا من المتفجرات ستسقط على اسرائيل يوميا في اي حرب جديدة، وما لم يقله ايضا ان آلاف الصواريخ ستقصف المدن والمستوطنات الاسرائيلية من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب، لانها ستكون حربا مختلفة، بل ربما تكون الحرب الاخيرة في المنطقة اذا ما اشتعل فتيلها.
'حزب الله' حقق انتصارا كبيرا ومشرفا للامتين العربية والاسلامية عندما الحق هزيمة نكراء باسرائيل ما زالت تعاني من تداعياتها حتى هذه اللحظة.

معرض صور عن بلدة شقراء لمحمد العلي

يلديات لبنان ::: معرض صور عن بلدة شقراء لمحمد العلي

معرض صور عن بلدة شقراء لمحمد العلي


افتتح الفنان محمد العلي معرضه الثاني “على ضفاف الذاكرة” برعاية بلدية شقراء قضاء بنت جبيل، بحضور رئيس البلدية رضا عاشور وعدد من الفاعليات والشخصيات والمهتمين وحشد من الأهالي.

ويتضمن المعرض صور الراحلين من أبناء البلدة الذين تركوا بصماتهم المميزة في ذاكرة الأهالي وصور تراثية قديمة تجسد المراحل التاريخية من مسكن وأدوات عمل وصناعات حرفية تقليدية، التي تبين أهم المحطات الاجتماعية والثقافية لشخصياتها.

ويستمر المعرض ثلاثة أيام يختتم بعدها بفيلم مصور عن مرحلة تاريخية مميزة مرت بها البلدة في الخمسينيات تبرز نمط العيش والحياة الذي كان سائدا من عادات وتقاليد ومعاناة ألاهالي.


قرى جنوبية درست وبادت واختفت - janoubia.com



قرى جنوبية درست وبادت واختفت

الكاتب: حسن ترحيني
التّصنيف: الرئيسية
التاريخ: Friday, June 10
بعد مطالعتي لكتاب "أمل الآمل" للحرّ العاملي، وكتاب "تكملة أمل الآمل" للسيد حسن الصدر، أحصيت عددا من القرى العاملية التي لم يعد لها وجود أبدا، يعني أنّها درست وأصبحت خرابا وما عاد لها وجود، ومنها:


* قرية " فتون"، وإليها ينتسب الفقيه الشريف أبو الحسن الفتوني وهو من تلامذة العلامة المجلسي.


* قرية "كفرعيما" أو "كفرعما" وإليها ينتسب الشيخ الكفعمي صاحب كتاب "مصباح الكفعمي"، وهي قرية كانت قرب قرية جبشيت واقعة في سفح جبل ومشرفة على البحر، وهي اليوم خراب وآثارها وآثار مسجدها باقية.


* قرية "عين فجور" وهي قرية كانت بقرب قرية "لبايا" في البقاع الغربي في طريق دمشق وهي خراب، وعين المياه فيها باقية إلى اليوم . وإليها ينتسب الشيخ علي البياضي العنفجوري



* قرية " إطراء" وإليها ينتسب الشيخ ابن نجم الدين الإطراوي العاملي من تلامذة الشهيد الأول.


* قرية "شدّ غيث"، وفيها ولد السيد محمد علي جدّ السيد حسن الصدر صاحب كتاب "تكملة أمل الآمل"، والسيد محمد علي هو ابن السيد صالح الكبير صاحب الكرامات الكثيرة الذي سجنه أحمد باشا الجزار في سجن لا يعرف فيه الليل من النهار، فدعا بدعاء الطائر الرومي، "فانشق جدار السجن له وخرج مع ستة ممن كانوا معه".

الاثنين، 11 يوليو 2011

الشيخ علي مهدي شمس الدين قاوم بيع الأرض للعدو بشراسة - janoubia.com

الشيخ علي مهدي شمس الدين قاوم بيع الأرض للعدو بشراسة



الشيخ علي مهدي شمس الدين قاوم بيع الأرض للعدو بشراسة

الكاتب: إعداد: وسام الأمين
التّصنيف: عامليات
التاريخ: Friday, July 08

قام بعدة رحلات إلى فلسطين وسوريا ومصر. له لقاءات عديدة مع الشعراء، ولكن العلاقة المتميزة كانت مع الشاعرين رشيد وأمين نخله. تعرّض للمضايقات السياسية من قبل بعض الزعماء المحلّيين الذين ثار بوجههم منتقداً سوقهم للإنسان العاملي، سوق النعاج، متهماً إياهم صراحة بتجهيل هذا الشعب وبيع أرضه للعدو الصهيوني. كان زاهداً في الدنيا، لا يهتم بمظهره الخارجي، يرتدي عمة بيضاء، وجلباباً متواضعاً، تزوّج ورزق ثلاثة ذكور وثلاث إناث. توفي عام 1954م. ذلك هو الشيخ العاملي علي مهدي شمس الدين.
ولد الشيخ علي مهدي شمس الدين عام (1302هـ - 1884م) في مجدل سلم التابعة لقضاء مرجعيون، من أبوين جليلين، والده الشيخ مهدي، ووالدته السيدة سعدية تاج الدين، نشأ وترعرع في كنف والده، وعليه تلقى علومه الأولية، وبعد أن توقفت مدرسة البلدة، تلك التي أسسها والده، عن العطاء، انتقل إلى مدرسة شقراء، حيث تابع علومه على السيد علي محمود الأمين (1328هـ - 1910م)، في سنة 1922م عين قاضياً شرعياً في محكمة مرجعيون الجعفرية، ثم انتقل بعد مدة وجيزة إلى مدينة صور، ليعود بعد عام واحد إلى مرجعيون، التي استمر مقيماً فيها مع عائلته حتى أواخر عام 1932م حين استقال من سلك القضاء الشرعي، وترك مرجعيون إلى مسقط رأسه مجدل سلم.

لقاؤه مع الشعراء
كان الشاعر وثيق الصلة بالأدباء، غنياً بأصدقائه الشعراء، وكان له معهم جولات في الشعر، زار مصر بدعوة من أمير الشعراء أحمد شوقي. هذا عدا لقاءاته العديدة بالشعراء اللبنانيين على أرض الوطن.

مع الشاعر رشيد نخله
التقى الشاعر رشيد نخله لأول مرة في صور، حيث كان الشاعر نخله يشغل وظيفة قائمقام وهو يشغل منصب قاض شرعي، فتوطدت بينهما عرى الصداقة وتتالت الزيارات، وتشعبت هذه الصداقة، لتشمل المحامي الشاعر أمين رشيد نخله الذي كانت تجمعه بالشاعر شمس الدين محبة خالصة.
أرسل إليه الشاعر أمين نخله، مقطوعة يشكو فيها أحد المشايخ قال:
لنا صاحب يا شيخ رب عمامة كالبرج لكن فوق تلك نفاق
إذا غاب عن عيني تسلل حيّة وإن جاء حيّا خادمي ورواقي
حلفت بمسدول الشهور على منى وسبع سماوات وسبع طباق
لئن كان هذا الشيخ من أمة الهدى فلست بشيعي الغرام مذاقي
وقد بادله الشيخ علي شمس الدين عدة قصائد، منها هذه القصيدة الطويلة، التي تبرهن عن مدى تعلّق الشيخ علي بصديقه الشاعر:
أمين يا فتى الأدب هجرت من غير ما سبب
وكنت معدن النهى وكنت منبع الطرب
بلبل عاف أيكه وطالما فوقه خطب
كلما صاح صيحة رددت صوته العرب
يا هاجر الأقلام كيف هجرتها والعهد أنك سيد الكتاب
والشعر يسأل والقوافي والنهى وطرائف الخطرات والآداب
إلى أن يقول:
إني حملت إليك طيب تحية من (عامل) عبقت به أثوابي
وأخيراً يواصل ذكر مآثره وأفعاله فيقول:
يهنيك أنك من طليعة معشر للمجد ما فعلوا واللأحساب
دم يا أمين لهم بعز ما شدا طير مدى الأيام والأحقاب.

مع الشيخ أمين شرارة
الشيخ أمين شرارة من بلدة "بنت جبيل". شاعر مقل، توفي أثناء الحرب العالمية الأولى، وكان على علاقة وطيدة بالشاعر، فطلب منه الشيخ أمين أن يرافقه إلى قرية "قبريخا" لبيع ماكينة خياطة، وأثناء الطريق "جفل" الفرس بالشيخ أمين فألقاه أرضاً، مكسور الرجل والماكينة، فرجع به الشيخ علي مهدي إلى بلده، وأحضر له مجبراً.
وعندما شفي الشيخ أمين أرسل للشيخ علي بعض أبيات منها:
يا معيني وناصري ومجيري وعمادي في كل أمرٍ عسير
وحساماً أعددته لخطوب مفعمات كمثل يوم الهرير
ومن أجل المداعبة يتهم الشيخ أمين الشيخ علي بالتآمر عليه:
أنت أرشدته لكسر قوامي ولتلك الآلام والتجبير
أعلى ما لكم سطوت فقولوا أم قتلنا منكم رعاة الحمير؟
فأجابه الشيخ علي مهدي بهذه القصيدة، بالوزن والقافية نفسها
من معيني وناصري ومجيري من دعاة "الخنا" وأهل الفجور
وكلام قد زوّرته أناس ما أعيبوا بغير كذب وزور
وأخذ يبرر التهمة، من أنه لم يكن على علم بما يصيبه، والدليل على ذلك، أنه أقامه عن فطوره من أجل مرافقته.
وهو مذ حلّ حيناً حلّ فيه الشؤم حتى أقامني عن فطوري
طمعاً منه في بيع مكينا نبذتها تجار صيدا وصور
أظهر الزهد في الطريق رياء والرياء قد يجر للتدمير
علم الله منه سوء نوايا ه فأوحى "المنكر ونكير"
أن أقيما على طريق أمين فاجعلاه من بعض أهل القبور
ويذكر هنا بأنه يستحق مثل هذا الكسر وإن الله يريد تعذيبه
ولأجل العذاب أبقاك حياً ولكسر الأعضاء والتجبير
ويسخر منه بأن يرد إليه تهمته (رعاة الحمير) بأن يقول:
فاذكر السطل يا أمين وحمـ ـل الصحن مني وقلة التطهير
وتذكر مجبراً لكل بدويّ علم "الكار" في عراج الحمير

مع آل الأمين
تعود العلاقات بين السادة آل الأمين، والشيخ علي وأبيه وجده إلى علاقة أدب ونسب، فقد تعلم جده لأبيه (الشيخ علي حسين شمس الدين) (1328هـ - 1910م) على العلامة السيد علي محمد الأمين (1249هـ - 1833م) ثم تزوج السيد محمود الأمين (1327هـ - 1909م) بابنة الشيخ علي المذكور فتخلفت بالسيدين علي محمود (1328هـ - 1910م) ومحمد (1344هـ - 1925م) وبذلك يكون الشيخ علي مهدي، قد تلقى علومه على ابن عمته السيد علي محمود الأمين. وكذلك تعلم السيد محسن الأمين على يد الشيخ مهدي شمس الدين في مدرسة مجدل سلم، قبل انتقاله منها إلى مدرسة بنت جبيل، وبذلك تكون الروابط متوطدة بين العائلتين، بأكثر من ناحية، وقد أرسل الشيخ علي بقصيدة للسيد محسن منها:
إن فاتني شرف المثول أمام من هو في الحقيقة كعبة الإسلام
ما فاتني شرف المثول لمن له نفس أحلّته أجل مقام
ولو استطعت نزول حي ضمه للثمت منه مواطئ الأقدام
نحمِلُ فوق الذي نستطيع ونُحلبُ كالشاةِ وسطَ المراح
كأنا نصيح بواد عميقٍ يرد صداه هبوب الرياح
يسوموننا الخسف في كل آنٍ ونخفض بالرغم منّا الجناح
هوانا للبنان أودى بنا وما الحب إلاّ هوى وافتضاح
فكم عاشق مات في دائه ومعشوقه في هنا وارتياح
أرسل الشيخ علي إلى السيد علي محمود بهذه القصيدة:
شيئان قد جلبا إليّ حمامي دل الحبيب وألسن اللوام
وجوَى لبين الظاعنين أقمته في القلب أوقفني على الأعدام
وأبيت ريان الجفون من الكرى وأبيت محجوراً عليّ منامي
ما كنت أرغب في القريض وصوغه لولا مدائح حجة الإسلام

مع مي زيادة
التقى الشيخ شمس الدين، بالأديبة الشاعرة مي زيادة في شتورة، لبنان، وحصل بينهما تبادل شعري، غير أني لم أوفق في الحصول على سوى نص ردّ فيه الشيخ علي شمس الدين على الشاعرة مي، فقال فيه بعنوان:
"أنا لو تعلمين يا مي شاعر"
عيرتني بالبؤس ميّ وقالت بائس يائس وغر مغامر
قلت أغرقت في ملامك نزعاً أنا لو تعلمين يا ميُّ شاعر
لي نفسُ سَمَتْ إلى الأفق إلاّ على فمن دون شوطها كل طائر
وفي قصيدة ثانية منها:
عجبت مي من مقالي وقالت أنا مما سمعت منك بحيره
ظاهر مزعج وسمت مشين حدوْا بي على اقتحام الجريرة
وثياب رثت عليك ولكن تحت تلك الثياب نفس كبيرة
سخرت بالحياة لما رأتها أنها أن تطل ليال قصيرة
قرأت سفرها فلم تر إلا زجها بعد برهة في حفيرة
فإذا عاش عاش في الناس حراً طيباً ذكره كريم السريرة
وإذا مات قالت الناس خلَّفتَ تراثاً فنم بعين قريرة

مع أحمد شوقي
التقى الشاعر علي مهدي شمس الدين، أمير الشعراء "أحمد شوقي" في القاهرة (عام 1324هـ) بطلب من شوقي، وحضر أكثر الشعراء العرب، وذلك للتداول بالشعر الارتجالي، ويروى السيد علي إبراهيم ما جرى له مع شوقي فيقول: سأله الشاعر أحمد شوقي أن ينظم بمناسبة حرب طرابلس مع الطليان وعين له وقتاً. فقال له كلمته التي طالما رددها على مسامعنا (تأخذها بجيبتك) ثم انتحى ناحية ونظمها في دقائق وقدمها إليه ولكن أمير الشعراء لم يصدق ما رأت عيناه، فظن أن الشيخ يحفظ القصيدة، فحدد له أن يصف له حديقة المنزل، فوصفها، فحدد له مكاناً "محدداً" في الجنينة فنقله إليه شعراً في الحال، فضمه إليه وصافحه .

أما القصيدة التي قالها في حرب ليبيا مع إيطاليا وهو داخال استشهد فيه الكثير من الأبطال:
لا يصدق السيف ما لم تصدق الهمم فالسيف يصدأ والخطي ينحطم
وفي الشبا العزم عن حال الشبا عوض إن فارقت كفك الصمصامة الخذم
فما الشجاعة سيف أنت حامله ولا قناة ولا درع ولا علم
بل الشجاعة أقدام يشيعه حزمٌ تطير به الهامات والقمم
من لي بذي نجدة في ثوبه بطل وفي نفسه شيم في أنفه شمم
لا يرتضي الذل في حل ومرتحل ولا تزل له في موطئ قدم
يا شرق حسبك جهل قد أقمت به أفق ودونك ما ابتزوا وما ظلموا
هل وثبة في ظهور الخيل مرجعة من مجدنا اليوم ما اغتالوا وما التهموا
أم هل ترى ترجع الأيام من يدهم من حقنا اليوم ما ابتزوا وما غنموا

الأحد، 10 يوليو 2011

موقع الإنتقاد الإلكتروني :: علماء "جبل عامل" نوهوا بمواقف شيخ الازهر

علماء "جبل عامل" نوهوا بمواقف شيخ الازهر
نوه تجمع "العلماء في جبل عامل"، بـ"المواقف الوحدوية والحكيمة لشيخ الازهر احمد محمد الطيب"، مؤكداً أنها "ردا اسلاميا واضحا واكيدا على اعداء الاسلام الذين يسعون الى الفتنة والتفرقة بين المذاهب الاسلامية وخصوصا بين السنة والشيعة" .
ورأى التجمع "ان مواقف شيخ الازهر جاءت في زمانها ومكانها الصحيحين، لتضع حدا لشائعات المغرضين واصحاب مشاريع الفتنة والحاقدين الذين يتربصون السوء والشر بالمسلمين الذين يعملون برؤية واحدة، وبصفوف موحدة ومتراصة ومتعاونة لافشال مؤامرة استهداف الوحدة الاسلامية والاساءة الى مقدسات المسلمين ومن اجل التصدي للذين يحاول بكل وسائل الحقد والعنصرية زرع بذور الفتنة بينهم" .
وفي الختام، شدد على "ان مواقف الشيخ الطيب تعبر عن اصالة اسلامية متجذرة وقوية، حيث شكلت صفعة كان لابد منها لمشروع الفتنة الذي لن يكتب له النجاح".

الثلاثاء، 5 يوليو 2011

300محيط :: مليون دولار خسائر لبنان في الهجوم الاسرائيلي عليها 2006

300 مليون دولار خسائر لبنان في الهجوم الاسرائيلي عليها 2006




ما دمرته الحرب في بنت جبيل بلبنان "ارشيف"








بيروت: قال وزير الزراعة اللبناني حسين الحاج حسن الثلاثاء ان الهجوم الإسرائيلي على لبنان في يوليو/تموز عام 2006 تسبب بخسائر للقطاع الزراعي اللبناني تقدر بحوالي 300 مليون دولار امريكي.

ونقلت وكالة "سما" الفلسطينية عن الحاج حسن ان الاضرار المباشرة وغير المباشرة التي لحقت بالقطاع الزراعي اللبناني خلال الهجوم الاسرائيلي قدرت بحوالي 300 مليون دولار امريكي.

من جهة أخرى، لفت الى ان لبنان هو "دولة مستوردة صافية للغذاء"، وقال "نتيجة لأزمة الغذاء في العام 2008 ومع اعادة ارتفاع اسعار معظم السلع الزراعية خلال النصف الثاني من العام 2010، سجلت فاتورة استيراد المواد الغذائية ارتفاعا بحوالي 70 % مقارنة بالعام 2005، في حين ارتفع مؤشر اسعار السلة الغذائية الاستهلاكية بحوالي 16% في العام 2010.

وأعلن "أن العمل يتركز حاليا على اعداد البرنامج الوطني للأمن الغذائي بدعم من الفاو وبإشراك جميع الادارات المعنية".

على صعيد آخر، تحدث الحاج حسن عن "الدور الحيوي" للنساء في مجالي الزراعة والتنمية الريفية في لبنان واشار إلى دراسة أنجزت حديثا في لبنان، تبين ان النسبة الأكبر من النساء في القرى (اقل من النصف بقليل) معنية بالزراعة، الا انه يساء تقدير عملهن، اذ يعتبر امتدادا لدورهن على مستوى الاسرة".