السبت، 10 سبتمبر 2011

خرطوم.. تكاتف الأبناء يصنع الإنماء

خرطوم.. تكاتف الأبناء يصنع الإنماء

خرطوم.. تكاتف الأبناء يصنع الإنماء


صحيفة البناء اللبنانية ـ
محمد غزالة:
تجثو بلدة خرطوم على سلسلة من الروابي «العامليّة»، لوحة جميلة من إبداعات ريشة لبنان وغناه الحضاري، وهي من القرى والبلدات الصغيرة في مساحتها وعدد سكانها، حيث تبلغ مساحتها481 هكتاراً، ضمن قضاء الزهراني في محافظة الجنوب، وتبعد مسافة 60 كيلومتراً عن العاصمة بيروت، و20 كيلومتراً عن عاصمة الجنوب صيدا، كما ترتفع 300 متر عن سطح البحر.
يمكن الوصول إليها عبر سلوك طريقين: صيدا – المصيلح – كوثرية السياد، وساحلاً عبر الزهراني العاقبية الغسانية والمدخل الغربي لكوثرية السياد.
هي بلدة وادعة هادئة، نخوة أبنائها وعطاءاتهم الكبيرة، تعوّض عن صغر مساحتها، وجمالُ طبيعتها، ومكتنزاتها التي حبتها بها الطبيعة اللبنانية من بهاء ومناظر خلابة ومناخاً نقياً معتدلاً، تعوّض عن تلوث الهواء اللبناني بصنوف الفساد المتنوعة، ظروف الحياة العامة، لم تستثنها من المصاعب، 75 % من أبنائها، يقطنون خارج البلدة، إما في المغترب أو في المدينة، لكنهم لا ينقطعون عن حنينهم إليها، وتطيب لهم العودة إلى ربوعها في نهاية كل أسبوع وفي كل مناسبة، لاسترداد جرعات من نسائمها، وأخذ قسطاً من الراحة والاستجمام في ربوعها، بعيداً عن هموم العمل والتعب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المعروف عن أبناء خرطوم، أنهم يولون اهتماماً خاصاً للعلاقات التي تمتّن النسيج الاجتماعي في البلدة، ويستثمرونها على صعيد التكافل والتعاون والتعاضد في ما بينهم في مختلف الظروف، الأمر ذاته ينطبق على علاقاتهم التي تربطهم بأبناء القرى المجأورة.
أصل التسمية
تتنازع ثلاثة آراء أساسية حول أصل تسمية خرطوم، الرأي الأول يرد التسمية إلى كلمة «حارتوم» المشتقة من الآرامية، ومعناها العراف أو الكاهن والساحر، أما الرأي الثاني فيردّها إلى السريانية ومعناها ناب (سن) الفيل، وذلك ربطاً بحادثة العثور على أنياب فيلة مدفونة فيها قبل مئات السنين. أما الرأي الثالث فيردّها إلى مصطلح «الخراطيم» أي الوجهاء والأسياد.
السكان
يقدّر عدد سكان بلدة خرطوم المسجلين بحوالي 1800 نسمة، وموزعون على العائلات التالية: أيوب، مهدي، جواد، زيتون، وهبة، شعبان، شحادة، جفال، يونس، عساف حجازي،عسيلي، 15 % منهم مقيمون في البلدة، بصورة دائمة، بينما يتوزع الآخرون بين مهاجر ونازح إلى العاصمة بيروت. ويقدر عدد المنازل بـ 250 منزلاً في أرجاء القرية.
اقتصاد البلدة
تمثّل زراعة الزيتون والحبوب والخضار والتبغ والحمضيات مورداً معيشياً لشريحة كبيرة من أبناء البلدة، كذلك يوجد في البلدة عدد من المؤسسات التجارية، فضلاً عن عدد من المؤسسات المطبعية في العاصمة بيروت، والتي أسسهاعدد من أبناء البلدة، حيث تعتبر هذه المؤسسات من الأهم في مجالاتها على أرض الوطن والخارج، وثمّة شريحة نخبوية من أبناء خرطوم منتشرة في بلاد الإغتراب، ومنهم من انخرط في أعمال وظيفية هامة في الدوائر الرسمية، والمهن الأخرى.
البلدية
بموجب القرار رقم 213، تاريخ 25 شباط 2004 استحدثت بلدية في خرطوم عدد أعضائها 9، وبالتالي فقد شهدت البلدة أول مجلس بلدي في انتخابات عائلية التي جرت في الربيع الماضي. فاز في رئاسة مجلسها حتى هذه المرحلة موسى العبد مهدي (أيوب) وفي العضوية: حسن محمود مهدي، حسن محمد مهدي، حسن محمد زيتون، ابراهيم محمد حسين جواد، محمد عبدالله زيتون، حسن أمين عساف، أحمد علي حجازي وعلي محمود أيوب. وفي البلدة مختار واحد، هو محمد علي جابر جواد، إضافة إلى ثلاثة أعضاء اختياريين.
على طريق الإنماء
تشكّل المجالس البلدية الجهة الرسمية المحلية المنوط بها تحريك عجلة الإنماء والتطور البلدي، «البناء» وفي إطار متابعتها أوضاع هذا الملف الحيوي في مختلف القرى والبلدات اللبنانية ودور البلديات في إنماء القرى والمدن، زارت البلدة وكان لها لقاءاً مع رئيس المجلس البلدي موسى أيوب، الذي تحدث عن الأعمال والمشاريع التي تنهض بها بلديته، في سبيل تطوير وضع خرطوم.
بداية، أشاد أيوب، بالجو الذي يعمل عبره مجلس البلدية، وجهوده المبذولة في مصلحة البلدة وأبنائها من دون تمييز، وتطرّق إلى تعاون الميسورين من أهالي البلدة وغيرتهم، حيث يمدّون يد العون والمساعدة إلى جانب البلدية لقضاء حوائج البعض من أبناء البلدة، خصوصاً من يعانون أوضاع معيشية ضيقة. وخصّ بالذكر الخيّرين حسن علي مهدي، والحاج علي فضل أيوب، وهم من أبناء البلدة الذين أثبتوا أن الإنتماء إلى الوطن وإلى قريتهم يدخل في صلب أخلاقهم وقناعاتهم.
إنجازات ومشاكل
وعرض أيوب لبعض المشاريع الحيوية الملحة التي أنجزت في عهد البلدية على صعيد شق بعض الطرق والشوارع الداخلية والمداخل وتعبيدها وتوسعة البعض منها، والتي تربط خرطوم بالقرى المحيطة، كذلك ما يتصل بهذه الأعمال من مشروع جدران الدعم، وعملية تشجير جانبي المدخل الرئيسي للبلدة، كذلك مشروع الإنارة الذي أُنجز على نظام الطاقة الشمسية وإضاءة الأحياء التي كانت تفتفد إلى الإنارة، لكنه أكد أن الملف الإنمائي لم ينجز كاملاً بعد، نتيجة عدم توفر الإمكانيات المطلوبة، مشيراً إلى سلسلة من الأعمال موضوعة على جدول الأعمال وستبصر النور قريباً حينما تتوفر الأموال المطلوبة كإنشاء القصر البلدي، واستكمال بعض الطرق والأرصفة والمشروع التجميلي.
وأكّد أن البلدية على اتصال وتنسيق مع المعنيين في وزارة الأشغال، لمدّها بكميات من الزفت، شاكراً الوزير غازي العريضي على اهتمام الوزارة وحصول البلدية على كميات من الزفت أخيراً.
كما تطرّق أيوب إلى جانب المسائل الإجتماعية في البلدة قائلاً: «دورنا الاجتماعي على صعيد البلدة واضح ويأخذ من اهتماماتنا قدراً كبيراً، ونحرص على القيام بواجباتنا تجاه أهلنا على مختلف الصعد، وهذا ليس منّة من أحد، بل من أقدس الواجبات المطلوبة».
صحة وتربية
وتحدث عن الشأن الصحي، مؤكداً أن البلدية في صدد إنشاء مركز تقديم الخدمات الصحية، وتعمل في هذا الإطار على تقديم المساعدات المطلوبة لتأمين طبابة ودواء فقط لغيرالمستفيدين من صنوق الضمان الصحي أو خلافه.
وعن الجانب التربوي، أكّد أيوب على دور البلدية في تنشيط هذا الجانب ودعمه على صعيد إقامة الاحتفالات التكريمية للطلاب الناجحين سنوياً، في مختلف المستويات التربوية، وكذلك دعم الأنشطة الثقافية والرياضية.
وكانت بلدية خرطوم أخيراً، قد كرّمت الطلاب الناجحين في الشهادات الرسمية، على اختلاف المراحل والشهادات الجامعية والأساتذة القدامى، باحتفال حاشد ومنوّع، أقيم في باحة المدرسة الرسمية بحضور رئيس البلدية موسى أيوب، رئيس اتحاد بلديات ساحل الزهراني علي مطر وفاعليات بلدية واختيارية وتربوية وثقافية وأهالي المكرمين. وألقيت كلمات عديدة، أشادت بتعاون أبناء البلدة وتكاتفهم في ما بينهم ومع بلديتهم، الذين يشكلون نواة الوطن وركيزة المجتمع، كما أكدت الكلمات على أهمية الاستناد إلى العلم والمعرفة والتحصن بهما، ما ينعكس إيجاباً على مصلحة الوطن وقرية خرطوم. وتضمّن الاحتفال عروضاً فنية فولكلورية هادفة للفنان منير كسرواني، بمشاركة فرقة شادي أيوب الفلكلورية، التي نالت استحسان الجمهور.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق