الكاتب: سلوى فاضل
التّصنيف: الرئيسية
التاريخ: Wednesday, August 10
تأسست رابطة التعاون الخيري في العام 2003 ونالت العلم والخبر في العام 2004. يرأسها حالياً الشيخ ابراهيم عبدالله وهو الرئيس الثاني بعد الحاج محمد كاظم جمّال.
انطلقت فكرة التأسيس كما عبر الشيخ ابراهيم عبدالله:" من خلال تحديد 3 حاجيات رئيسية، في حال تم تأمينها يكون الإنسان بخير، وهي: المسكن، والطبابة، والتعليم، حتى يحافظ الفرد على كرامته. ويذكر الشيخ عبدالله في لقاء معه حول انطلاقة الرابطة، فيقول:" ان الفكرة انطلقت بداية جراء تداول بعض الاخوة بما آلت إليه الأوضاع الاجتماعية العامة للناس، وخاصة في ظل الحالات المعيشية الصعبة. وبدأ البحث عن حلّ وتداولنا الفكرة مع الإخوان المؤمنين المتدينين في البلدة من أجل المساعدة. وكان أن تطورت الفكرة على يد أحد الإخوة الذي كان يعاني ضائقة هو وعائلته المؤلفة من ثمانية أفراد، إضافة الى ديون متراكمة عليه. من هنا شعرنا بالمسؤولية، وانطلق العمل على شكل عمل جماعي يؤدي، على الاقل، الى سدّ الحاجات. فأحد الإخوان وهو علي الشبّ كان متحمسا جدا، فبدأ في جمع المعلومات عن العائلات الفقيرة وأخذ يروّج لفكرة المبادرة الى المساعدة، وكان الحماس قد بلغه أشدّه لديه. فاجتمع بالحاج محمد كاظم جمال(الرئيس الاول للرابطة) وأطلقا شرارة العمل الأولى مع مجموعة من الشباب الذين كان منهم المُبادر ومنهم الحاث على ذلك.
بدأت المشاورات تتسع وتكبر وكانت كلها مشجّعة للعمل الخيري. وكان الاجتماع الأول حيث شكّلنا مجموعة انطلقت للعمل بداية على مشروع الجبانة، أهم مشروع لفقراء البلدة، وهو عبارة عن تكفّل الرابطة بكل متعلقات الموت، وكل ما يستلزم الميت منذ لحظة وفاته وحتى قراءة الفاتحة على قبره مرورا بالتبليط، والحفر، وبراد الموتى، والكراسي، وذلك حتى لا يراق ماء وجه أحد.
بدأ أولا الحاج محمد كاظم جمّال بالتسويق للمشروع، ومعه آخرين، وبناءا عليه تم التواصل مع أهالي البلدة الذين شجعونا كثيرا. وكان اقتراحنا الأساس أن يدفع كل مشترك 3000 ليرة شهريا لصندوق الرابطة. وأول حالة وفاة بدأنا العمل على مساعدة ذويها هي المرحومة والدة الحاج محمد شاهين، والله وفقنا للعمل الخيري، ولا زلنا مستمرين، دون أية أعباء على هذا الصعيد، على أهل المتوفي سواء فقيرها أو غنيّها.
والجدير بالذكر أن الغالب الأعم من الميسورين يساهمون بما تيّسر لهم من أموال بدل ما تُنفقه الرابطة تحت عنوان تبّرع في حالة أية وفاة لديهم. أما الفقراء فلا يدفعون طبعا نظرا لكون الرابطة أسست على نيّة مساعدتهم.
إفطار رمضان
هذه كانت البداية، وعندما وصلنا إلى شهر رمضان التالي، سعت الرابطة الى تأمين إفطار يوميّ لكل فقير موجود في القرية، عبارة عن صحن فتوش كبير وطبق طعام يومي. والضابط في الموضوع كانت المعلومات التي تردنا عن كل حالة موجودة في البلدة عبر المتطوعين. وقد تبّرع شباب البلدة، كل بحسب قدرته، على توزيع الإفطار اليومي مع تحمل الرابطة بدل النقل عنهم.
وكان شرط المساعدة اليومية، طيلة الشهرالمبارك هو كل من كان يُحتمل انه يمكن أن يمرّ عليه يوم دون مقدرة أواستطاعة على تأمين إفطار لعائلته، وكل من هو من محدودي الدخل والإنتاج المادي. وقد بلغ عدد العائلات المحتاجة 130 عائلة.
ومن ثم داهمنا موسم المدارس ومستحقاتها، فصرنا نسجّل طلاب العائلات التي من الممكن أن تعيش ضائقة مادية في هذا الموسم. ولم ينحصر عملنا بالتوزيع والإستقصاء، بل تعدّاه الى زيارة أغنياء البلدة للمساهمة فكانوا يدفعون ويساهمون.
اما المشروع الثالث فكان التوجه نحو أطباء البلدة لتأمين طبابة بنسبة معينة، إضافة الى الصيدليات والمختبرات، علما أن البعض منهم قد تجاوب مع طرحنا. ولم نستطع الدخول في موضوع تأمين المسكن لأنه لا قدرة لدينا على ذلك، لكننا نعمل على إنشاء قرض حسن بقروض مالية متواضعة.
تسجيل الطلاب
واستكمالاً لمشروع المدارس، قمنا بتسجيل الطلاب في المرحلتين المتوسطة والثانوية على نفقة الرابطة، وقامت الرابطة أيضا بتأمين الشنطة المدرسية، والكتب لطلاب المرحلة الابتدائية نظرا لكونهم يتسجلون مجانا على حساب وزارة التربية.
ويبلغ عد المشتركين بحسب الشيخ ابراهيم عبدالله 400 مشترك، علما أن عدد أهالي البلدة يزيد على 6000 نسمة، يقيم فيها الثلث تقريبا. ويقصد المندوبون بيوت أهل البابلية في أماكن إقامتهم المتنوعة سواء في بيروت أو في بقية المناطق اللبنانية لجمع الاشتراكات مهما كانت زهيدة، كما وزعت الرابطة قجة لجمع المساهمات توفيراً لمصاريف تنقلات المندوبين، والتي يمكن توفيرها لحساب الصندوق، على أن يوصلها صاحبها الى مركز الرابطة بنفسه.
وخوفا من كلام يُطلق هنا وهناك، ومن أجل أن يكون العمل رسمياً، ومن أجل حُسن سير العمل تم انتخاب أعضاء الهيئة الادارية، وهم سبعة أشخاص رُوعي فيها الشرائح المؤثرة في الجنوب.
دور النساء
وعند السؤال عن دور النساء أفادنا الشيخ عبدالله انه: " انه لا امرأة في الرابطة". وهي نقطة تُسجل ضد الرابطة. وأوضح سماحته:" ان حركة الرابطة الفعّالة كانت عن طريق النساء، ويبلغ عدد الأخوات في الهيئة العامة خمسة نساء فقط". ويُبّرر قلة عدد أعضاء الهيئة العامة من النساء، وانعدام وجودهن في الهيئة الإدارية إلى أنه: "لا امرأة تقدّمت للمشاركة، رغم ان إعلانات الإنتخابات كانت واضحة وموزعة في البلدة". ويرى الشيخ أن: "مشكلة نسائنا أنهن لا يتأطرّن بإطار عمليّ، وهن كثيرات في العمل التطوعي والعمل الخيريّ عبر رجالهن".
وعن الصعوبات التي واجهت الجمعية يرى رئيس رابطة التعاون الخيري أنه: "بشكل عام إذا أردنا التحدث عن الصعوبات فانه يمكن حصرها بالتصنيف السياسي للمجتمع في البلدة حيث لم يتم تجاوب عدد مهم من أبناء البلدة، يضاف إليها أن الحالات الفقيرة يُمنع عليها دفع الاشتراك الشهري، إضافة الى ان الميسورين حالات وأنواع، منهم من هو مهتم، ومنهم من هو مهمل وغير مبال أصلا بالموضوع". ولكنه عاد وأكد أنه:" لكن لا يجب أن ننسى أن عددا لا بأس به من الميسورين كانوا الرافعة في التمويل ويعود الفضل إليهم". وعن سبب الاستمرارية يوضح سماحته:" وإن كان هدفنا بالأصل هو إيجاد يد التعاون بين الناس، وان يكون هناك أكثر من ممول، الا ان نشاط فريق المتطوعين كل في حارته، وبيته، وضمن عائلته، وأسرته، هو ما جعلنا نستمر الى اليوم". "وبالمقابل لم ننس إحياء مناسبات أهل البيت عليهم السلام، كأربعين الامام الحسين وغيرها".
غيظ وحسد
وعن حالات الإعتراض التي واجهت عمل الرابطة يقول الشيخ عبدالله :" النقد الذي رافق عمل الرابطة منذ نشأتها ما هو إلا استغلال لطيبة الناس، وناتج عن غيظ وحسد يدفعان لإطلاق تُهم عشوائية، علما ان جميع أبناء البلدة الفقراء والمحتاجين ينالون ما يحتاجون من الرابطة دون أي تمييز أو تفرقة، ولم يحدث ان رفض أحد ما مساندة الرابطة له".
ولا بد من الاشارة الى انه لا أملاك مسجلّة تحت اسم الرابطة، بل ان مكان عقد الاجتماع الشهري عبارة عن غرفة مستأجرة ومكان تجهيز للكراسي والمحمل والبراد. ولم ينس الشيخ عبدالله أن يلفت عناية القرّاء الى أن: "بلدات عدة جارة و محيطة ببلدة البابلية حذت حذونا عن طريق بعض الزملاء المشايخ وانتشرت".
وختاما، نوجه كرابطة خيرية دعوة مفتوحة لاهالي البلدة الأعزاء بالقول ان:"من يريد المساعدة فأهلا وسهلا ومرحبا". |
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق