حـارات بنـت جبيـل تستعيـد بعضـاً مـن نفسهـا
– 2011/08/15صحيفة السفير ـ
علي الصغير:
باشرت بلدية بنت جبيل، بالتعاون مع وزارة الاشغال العامة، أعمال رصف أزقة وطرقات الحارات القديمة في المدينة بالحجر، في خطوة تعيد الى الحارات بعضاً من ذاكرة المكان التي فقدتها نتيجة تهديم معظم بيوتها الحارات خلال عدوان تموز 2006، وما نتج منها من محو وطمس للذاكرة المجتمعية، كما يشير رئيس البلدية المهندس عفيف بزي.
ويأتي المشروع ضمن خطة تطوير الوسط القديم لبنت جبيل، والموضوع من قبل البلدية، حيث تأتي أعمال الرصف في الشوارع والأزقة والساحات ضمن اللمسات الاخيرة بعدما سبقتها أعمال الإعمار وتوسيع الطرقات ومد شبكات المياه والكهرباء الى الاحياء القديمة.
وبحسب بزي، فإن المساحة الاجمالية للرصف تبلغ حوالى عشرين ألف متر مربع، وبكلفة تقدر بحوالى مليار ونصف مليار ليرة لبنانية.
ويعتمد منفذو المشروع استعمال حجر من نوع «انترلوك «، ذي اللونين الكحلي والرمادي، وتم تركـيــبه بطريقــة «التعشـيق» أي التداخل، ليعيد الطابع التراثي للوسط القديم الذي تم رصفه في ثلاثينيات القرن الماضي، وطمره هجوم الاسفلت على الطرقات بعد ذلك.
وعن سبب اختيار ذلك النوع من الحجر، يوضح بزي ان حجر «الأنترلوك» يمتاز بقدرته الكبيرة على تحمل الضغوط والحمولة العالية الى حد اربعين طناً، كما ان مقاومته للتآكل شديدة، مما يجعله مناسباً للتطبيقات القاسية، كما انه يتناسب مع اعمال الصيانة المستقبلية للبنى التحتية التي قد تحصل في المستقبل. والاهم انه يشكل نقطة جذب سياحية على مستوى ابناء المدينة المقيمين والمغتربين بالاضافة الى الزوار العرب، ونوعاً من المحافظة على التراث التاريخي الذي عاشته المدينة خلال القرن الماضي من جهة اخرى.
أما عن الطرقات الواسعة داخل الوسط التي ما زالت تنتظر الاسفلت، فيشير رئيس البلدية إلى ان ورشة التعبيد ستبدأ خلال الاسابيع القليلة المقبلة عبر وزارة الاشغال، وذلك استكمالاً لمشروع الطرقات في الوسط.
ومع الرصف، يقول بزي، تكون المدينة القديمة في بنت جبيل قد استعادت جزءاً حضارياً مهماً من تاريخها، ولا سيما بعدما تكاثرت الأبنية الاسمنتية الحديثة الجامدة في الشوارع، والتي ارتفعت بعد الحرب الأخيرة، و لم تراع في معظمها الطابع التراثي الذي كانت عليه بنت جبيل من قبل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق